للاكتئاب عوامل مهيئة ومسببة متنوعة ومنها العوامل الوراثية وتجارب الفقدان والضغوط النفسية والحياتية الشديدة.
والتكوين النفسي للفرد يلعب دوراً هاماً في تعامله مع الضغوط والتوترات وأزمات الحياة المتنوعة. وكلما كان التكوين النفسي والشخصي للفرد هشاً كلما زاد تعرضه لأعراض الاكتئاب.
ويلعب الدلال والتدليل دوراً أساسياً في تكوين البنية الهشة المهيئة لأعراض الاكتئاب، لأنه يجعل مهارات التحمل ضعيفة .. والحياة تتطلب عضلات قوية وأعصاب قوية وأجنحة قوية.
وفي الممارسة العملية نجد المدللين يتعرضون لأعراض الاكتئاب عند أبسط الضغوط والأزمات، مما يستدعي مراجعة أساليب التنشئة والتربية، ويستدعي ضرورة التعلم من الصغر على الواقعية والصبر والتحمل ومواجهة العقبات والأزمات، ويتطلب ذلك مجموعة من القيم الواقعية والعملية المتوازنة دون تدليل مفرط أو قسوة مفرطة (لأن القسوة المفرطة تؤدي إلى جروح عميقة في التكوين النفسي والشخصي وإلى الاكتئاب أيضاً).