بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 مايو 2020

تعلم مما مضى، أو أنك ستعيده!


تعلم مما مضى، أو أنك ستعيده!
Learn from the past, or repeat it!   
د. حسان المالح

 

مقولة حياتية ونفسية مفيدة أعجبتني، يمكن تطبيقها في مختلف المجالات، في سياق التعلم مما مضى.
وهي حكمة جميلة جداً وبليغة وقد قرأتها في العرض اليومي لحاكم ولاية نيويورك أندرو كومو Andrew Cuomo حول وباء كورونا على CNN، في سياق حديثه عن رفع الحظر تدريجياً. وهو عرض متميز جداً يستحق المتابعة لمن يعرف الإنكليزية.
وأصل هذه المقولة: الأشخاص الذين لا يستطيعون تذكر الماضي محكومون بإعادته. جورج سانتايانا (فيلسوف وكاتب أمريكي من أصل إسباني)
Those who cannot remember the past are condemned to repeat it. George Santayana.

السبت، 16 مايو 2020

"الزعل على قد المحبة" .. في العلاقات الزوجية والعاطفية وغيرها:


"الزعل  على قد المحبة" .. في العلاقات الزوجية والعاطفية وغيرها:
              د. حسان المالح 

على قدر الحب يكون قدر الزعل، حكمة نفسية عميقة وجميلة وتحتاج لإضاءات حولها.
والزعل Upset)) وهي من اللغة الدارجة (معناها بالفصحى يختلف عن المعنى الدارج) وقد أثبتها أصحاب (المعجم الوسيط) من مجمع اللغة العربية المصري كلغة عربية محدثة.
(أزعل: آلم أغضب استاء، زعلّ: أسأم أضجر ضايق - العربية المعاصرة – أحمد مختار أحمد وآخرون – 2008.
أزعله: أزعجه - المعجم الوسيط – مجمع اللغة العربية – القاهرة 1960)
هو حزن غاضب من شخص معين لنا علاقة به بسبب قول أو سلوك أو تصرف معين غير مناسب لنا.
وهو نوع من الإحباط والانزعاج وفيه توتر وكره ومشاعر سلبية وعدوانية، إضافة للشعور بالحزن وخيبة الأمل.
ويرتبط الزعل بالتسامح والمسامحة في العلاقات الزوجية والعاطفية وبين الأهل والأصدقاء والمعارف، وهذا ضروري وأساسي في العلاقات بين البشر وبين المحبين. ويعني أن تغفر زلات الآخر وأخطائه وتجد لها المبررات، أو أن تتغافل عنها وتصغرها دون تضخيم أو مبالغة، وأن تنسى وتتناسى الموضوع لأنك تحب الآخر وتقدره.
كما يرتبط الزعل بالعتاب، وهو ضروري وأساسي، وفيه يعبر الشخص عن انزعاجه وألمه للطرف الآخر بطرق متعددة، وأفضلها الحوار المباشر في الوقت المناسب. والعتاب أسلوب صحي وبناء وإيجابي يستدعي من الطرف الآخر التنبه والانتباه إلى قوله وتصرفاته وتعديلها، ويؤدي إلى الاعتذار وتصحيح الأمور ومشاعر إيجابية بين الطرفين. وطبعاً يؤكد ذلك أهمية مقولة "أنا آسف، أو أنا آسفة" كمفتاح أساسي في بناء ومسيرة العلاقات بين البشر.
وببساطة من الأكيد أن كمية الزعل والانزعاج تتناسب مع درجة الحب والتعلق والتقدير. وكلما زاد الزعل زاد الحب. وإذا لم يسبب الطرف الآخر لك في سلوكه غير المناسب إلا زعلاً قليلاً فأنت ربما تحبه قليلاً فقط، وهو كله لا يعني لك كثيراً أو في تصرف معين.
والمشكلات المرتبطة بالزعل يمكن اختصارها فيما يلي:
1- بعض الأشخاص حساسون جداً ولديهم عقد معينة ومناطق حساسة في ذكرياتهم وشخصيتهم تجعلهم شديدي الحساسية لموقف أو تصرف أو كلمة قد لا تكون عن قصد وعمد. وهنا يزعلون بسرعة وبأشكال مضخمة غير مناسبة ويقطعون الطرف الآخر ويتخذون مواقف متصلبة ونهائية من الطرف الآخر، بناء على زعلهم السريع والمتسرع، ولا يفسحون المجال للعتاب والحوار والتفاهم.
2- الإفراط في التسامح مع من يزعجك ويزعلك يجعل الحياة أكثر صعوبة ويؤدي إلى استمرار السلوك غير المرغوب وفي النهاية يؤدي إلى الكراهية. "ستظل تسامح من تحب .. إلى أن تكرهه".
3- "أنا زعلان .. زعلان ليه؟" ويضل للصبح يقول أنا زعلان، ولا يرد ولا يعترف هو زعلان ليه!!
وهنا بعض الأشخاص يزعلون وينزعجون ولا يوضحون لماذا. وهذه مشكلة شائعة تعقد الأمور في العلاقات وتساهم باستمرار الزعل والجفاء. وتحتاج إلى مهارات في التعبير عن النفس وفي اختيار الكلمات المناسبة والوقت المناسب للحوار والعتاب.
4- عندما يتوقف الشخص عن العتاب نهائياً، يدل ذلك على درجة من اليأس من الطرف الآخر. وهذا مؤشر هام يوحي بشرور عديدة ومنها: الخرس الزوجي وقلة الحوار وتسطح العلاقة، وانتهاء العلاقة أو قرب ذلك، او أن الشخص يبحث عن علاقة أخرى بطرق شرعية أو غير شرعية، ولم يعد يهمه الطرف الآخر. ومن الضروري التنبه لذلك قبل فوات الأوان وتعديل ما يمكن تعديله.
ولذلك يبقى العتاب والتفاهم والحوار الدوري اليومي أو الأسبوعي دواء ناجحاً في العلاقات بين البشر لأنه يوضح الأمور وينفس عن الغضب والألم ويساهم في تعديل السلوكيات.



الجمعة، 8 مايو 2020

هل يمكنك أن تحول لحظات مريرة إلى ذكرى حلوة؟

هل يمكنك أن تحول لحظات مريرة إلى ذكرى حلوة؟
د. حسان المالح 


أن تحول لحظات مريرة إلى ذكرى حلوة .. يحتاج إلى فعل أو أفعال .. كأن تصنع خيراً أو تقدم عوناً يمكن أن يداوي المرارة .. أن تصبر على الألم والمرارة وأن تجد فيها حكمة أو اكتشافاً أو احتساباً أو وجها آخر إيجابياً غير المرارة .. أن تملك حساً ساخراً أو فكاهياً تجاه الألم .. أن تقلل من المرارة بدلاً عن تضخيمها .. وأخيراً .. أن تتعلم أن تتكيف مع مختلف الظروف وتجد نوراً وضوءاً يدفعك للبقاء .. وغير ذلك .. طبعاً كل ذلك بعد مرحلة من الانفعالات والألم والمعاناة.