بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 16 ديسمبر 2021

لدي ما يكفي من الذكريات كي أشرب قهوتي وحدي.. تعليق

 

لدي ما يكفي من الذكريات كي أشرب قهوتي وحدي.. 
تعليق: د. حسان المالح 
 
 
 
لدي ما يكفي من الذكريات كي أشرب قهوتي وحدي.. 
في مقهى يظنه الجميع فارغاً.. لكنه يغص بالغائبين.
مقطع جميل جداً ومؤثر لمحمود درويش. وهو ينقلك إلى مشهد خاص وفيه الوحدة والخيال.. وفيه الذكريات. وقد صوره بطريقة إبداعية وموجزة ودقيقة. وطبعاً هو وحيد ولكن ذكرياته مع الآخرين تملؤ وحدته الظاهرية. وهو يتألم من غياب الغائبين ورحيلهم ويرسم صورة صادمة أنه يشرب القهوة وحيداً كما يظن الناس لكن الآخرين الغائبين معه. وهو لا يكتفي بهذه الصورة الصادمة، بل يبدو راضياً ومعتداً بذاته ووحدته. وطبعاً يحكي ذلك على أهمية الخيال وقدرته على إعطاء قليلاً من الأنس والامتداد. وهذا ليس جنوناً أو هلوسة.. إلا إذا كان يتحدث مع الآخرين بصوت واضح. ويحدث ذلك عند الأطفال وهذه ظاهرة طبيعية عندهم. أما عند الكبار فهي غالبا مرضية وتدل على الهلوسة.
اما في الأدب فالخيال ضروري وصحي ومفيد وهو يساعد على التوازن النفسي.