"عين الرضى" والصحة النفسية:
د. حسان المالح
تعبيرعين الرضى جميل ومفيد وعملي استعمله في الحوار مع عدد من الحالات النفسية، في سياق تعديل نظرة الشخص لنفسه وتشجيعه في سلوكياته المفيدة وقدراته الايجابية .. بدلاً عن النقد اللاذع لنفسه وتحطيمه لها.
ومن الشائع النقد الذاتي المزعج والمبالغ فيه في حالات الاكتئاب والقلق الاجتماعي وأنواع القلق الأخرى حيث يكون تقدير الذات منخفضاً والثقة بالنفس متدنية.
وبالتأكيد فإن عقد النقص المتنوعة شائعة جداً .. وكلنا لديه ما ينقصه .. وكلنا يسعى نحو القوة والكفاءة والنجاحات وتعديل نقاط الضعف والنقص. الذي نعاني منه.
وفي بلادنا من الشائع ضعف التقدير والتشجيع .. وزيادة في التنافس وتحطيم الآخرين وعدم إعطائهم ما يستحقون من مكانة أو تقدير.
وفي الجانب الآخر يتميز النرجسيون بدرجاتهم المختلفة في زيادة تقديرهم لذاتهم وتحقير الآخرين وتصغيرهم. وهم يشعرون أنهم مميزون ويستحقون ما لا يستحقه الآخرون وتزيد لديهم مشاعر الحسد والغيرة والكره والعدوانية وإيذاء الآخرين.
وهم يأخذون ولا يعطون .. ولديهم أفكار عظمة وتفوق وتعالي دون اساس حقيقي او واقعي.
وتتميز حالات ثنائي القطب وهي نوبات من ارتفاع المزاج وهبوطه بزيادة تقدير الذات وأفكار العظمة في حالات ارتفاع المزاج .. وهي حالات مرضية تحتاج للعلاج.
وينسب هذا البيت للشافعي:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة .. وعين السخط تبدي المساوئ ..
وهي حكمة جميلة وفيها أن العين التي ترى الأشخاص والآخرين وكل الأمور بحب وبشكل عاطفي إيجابي سترى كل شيء بشكل إيجابي ولا ترى العيوب أو النقائص .. وطبعاً هذا انتقاد لهذه العين المتحيزة إيجابياً. بينما عين السخط أو الكره فهي ترى الأمور السلبية فقط..
وبعيداً عن الشعر ... لابد من التأكيد على أهمية العقل النقدي والتفكير العلمي المتوازن والنقد البناء في الحياة النفسية والاجتماعية وبناء الشخصية والمجتمع.
والتشجيع الايجابي البناء يقوم على اختيار قدرات ومهارات موجودة واقعية وليست خيالية أو عاطفية، كي يكون مفيداً ومساهماً في صحة نفسية أفضل.