1- كلمات للأمل لا بد منها
2- لابد لنا أن نحلم
3- جلسة نفسية
4- في العام الجديد
5- كانت تغتسل بالماء المالح
6- سلام
7- إلى جدي .. كي تبقى الأرض
8- الربيع الأخير
9- امرأة من زجاج
10- أتاني الخريف ربيعاً .. وأنت الربيع
11- امرأة من غبار
12- طريق المطر
13- علمني الحب
14- الطريق
15 - طائر سلام
-16 الطريق إليها
-17 أحمل الناي وأغني
18 - لا شيء يعود أبداً
-19 أغنية الروح
20- الحب حديقة ورود لا نهائية
21 - وكان قدري الرحيل
22- لأنك صغيرة
23- أن تكون أنت
24- سأمضي فرحا ً في لحظة حب صوفية
25- هنيئاً لك منزلك يا صديقي في السماء
26-إنك ميت وإنهم ميتون"
(ثانياً) خواطر شخصية:
1- حكايتي مع الورود
2- من ذكرياتي والحياة، النضج والرجولة ليست بالشوارب وحدها
3- أفراح صغيرة
4- الحياة والوقت
5- كسارة الجوز
6- الإنسان والمتحف
7- في مديح الكتاب الورقي
8- "غسيل وكوي الأعصاب"
9- أفراح مؤجلة
10- في مديح غوغل
11- فرويد والمكتبة الظاهرية بدمشق
12- خلاصة الخلاصة..أشهد أنني عشت
13- التشجيع يصنع المعجزات!
-14 من ذكرياتي الجميلة.. "أنا كويس .. أنت كويس؟"
15- حكاية الإوزة
16- نخلة في حديقة المنزل
17- "ومن الشباك لرميلك حالي!"
18- لا بد من الحلم .. كي تحيا!!
1 - انسجام
2- عناق(رابعاً) إهداءات كتبي النفسية الأولى 1-8
(أولاً) مقطوعات شعرية - نثرية:
(1-27)
1- كلمات للأمل لابد منها
من الذكريات اليومية لطبيب نفسي والشعر
1-الصوت:
تقرع صدري بأحزانك.. كل صباح..
قال: إنه الاعتراف.. "أسمعتهم سجع الحمام وسمعت منهم زئير الأسد"
تغيبت في منزلي برهة ستير العيوب "وما جنيت على أحد "
أتثاءب كل الوقت.. أتساقط خوفاً.. وأحزاني لا تشبه الأحزان..
أمشي على أعصابي المنهارة.. دامي القلب والقدم..
أبحث عن أسلوب مشرق ولغة ميسرة..
أعانق الأحزان.. تقبَلني.. يستأثرني الخوف.. وتصدمني الشجاعة..
يهترئ لساني كتمثال صموت.. تطاردني في الأيام أفكاري.. وأضيع في متاهاتي..
أخاف من الخوف.. وأشك فيما أشك..
2- الحوار:
غريب أنت.. تخشى حضورك؟ تتشابك أصواتك والصور؟
سمّيتكَ الحزن.. يستعر قلبك بين جنبيك.. وجلدك القلق..
تخاف المجتمع من الوريد إلى الوريد وتطير بأوهامك..
تحاول الهرب إلى الجهة الأخرى من الكرة الأرضية؟
عارياً متصدعاً من خيبات الماضي تتناثر..
تضيع نظراتك في زجاج العيون.. تقترف جرماً مجهولاً وذنوباً سرية..
مهيض القلب تخطو إلى الخلف وتزرع أسوارك..
فمك ممتلئ بالذكريات والرماد المنطفئ.. تطلق روحك ساقيها.. وتجامل الآلام..
3- الصدى:
رمم روحك.. لملم أشلاءك.. فالكرة الأرضية مازالت تتكاثر..
تموت قليلاً لكن تحب الزمان والمكان وجديد الألوان..
كائن من ضوء وحب وطين.. تذوب قشرتك "نقياً كمطر لم يهطل بعد"..
يتضح وجهك الآن.. تزرع ورداً وقمحاً على أطراف جرحك.. توقظ الأشجار..
تحمل في قبضتك رملاً ملوناً تكسر كل الأوثان..
تغادر موتك.. تلتصق بالزمن القادم..
وتكتب في صفحة العمر صوراً وسطوراً وألحان.
"ملاحظة: الكلمات السابقة ليست قصيدة واحدة.. تجمعت في الذاكرة من قصائد عديدة لكثير من الشعراء.. تلوّنت.. ثم تشبثت بقلمي كي أكتبها"
"نشرت في كتاب الخوف الاجتماعي تحت عنوان خاتمة أدبية - 1993"
----------------------------
1- تمتلئ الأيام بالحب والغضب والهزيمة..
ويبقى الإنسان حائراً.. متألماً حيناً.. وحيناً يتأمل
يحاول الوقوف ويحلم.
يغني يبتسم يصرخ أو يتكلم.. ويقع ثانية..
يكتب شعراً أو نثراً.. قصصاً..
يرسم أشياء صغيرة.. أشياء كبيرة..
يلعب أدواراً متناسبة وغير متناسبة..
تحيطه عيون وعيون..
يلتقط كل الصور في ثنايا روحه ودماغه المتعب..
يحلف كثيراً بأنه لن يعود إليها.. وتعود إليه..
قال مرة: لن أتخلى عن العشق.. فأنا أعشقه وهو يعشقني..
لن أتخلى عن الموت.. فهو هارب مثلي.. في الزمن الأول قبل الطلوع وقبل الغروب..
2- ما الذي حدث في هذا العصر؟
أشياء كثيرة.. أوراق.. وحكايات..
"فم يحارب فماً.. يد تأكل الثانية.. ولا شيء هناك سوى نصائح الدهاة "
بعد هذا العصر سأقابل مريضاً نفسياً وأخبره عن أحدث الطرق الوثنية والسماوية لاستعادة روحه.. كانت قد ضاعت في زاوية الطريق الدائري.. حادث مروري.. إشارات خضراء وحمراء وصفراء لكن لا لون لها.. واحترقت ببطء شديد.
3- وكان لابد من القادم الجديد.. وكان لابد من كل جديد..
هكذا تمتمت روحه وهي تنهي الصلاة كل يوم.
تعلق بها.. وتضاحكت كل النساء.. جاء بشَعْر قصير..
وسراويل ملونة.. وأقلام من الحبر الأسود اللامع..
وبصق عن يساره ثلاثاً كما تعود..
واستعد لدخول يومه كما تعود..
ثم أضاء كتابه الجديد.
"نشرت في كتاب الطب النفسي والحياة الجزء 1 تحت عنوان خاتمة أدبية - 1995"
----------------------
3- جلسة نفسية
في أطراف الذاكرة تماثيل وأوراق وبقايا صور..
مواجع وهموم..
وهمس صامت بين الوعي واللاوعي وأعصاب القلب والجبهة.
أحاور نفسي بنفسي ونتحدث..
كانت غرفة العلاج قد امتلأت كلاماً قبل أن يتعثر به.. ثم نهض ثانية وجلس.
من أين نبدأ؟ من قصة الكبش العظيم؟
قال: ولدت وترعرعت ثم مرت السنون..
قلت اللحظات التي تذهب لن تعود أبداً.. ولكنها تعود!!
تتشبث في الجدار ضحكات وأمنيات وعبر.. أحدق فيها..
والجرح يسبقه الجرح ويتلوه الجرح.
يحاصر جسدي الصمت والمعنى والصحراء..
يحللني الضوء والعشق والفراق..
ثم أحلّله.. ونختتم الجلسة..
كلمات يلغي بعضها بعضاً.. ونقول:
يا أرواح الموتى.. يا كل الأشباح تعالوا.. هذا وقت للصلح.. وللشكوى..
"يتسع العقل للنور وللظلمة"
ثم نصحو بالدهشة نتبصر.
"نشرت في كتاب الطب النفسي والحياة الجزء الثاني تحت عنوان خاتمة أدبية /1997/، ونشرت في جريدة الأسبوع الأدبي 12/2/2000"
------------------------
1- يغسل وجهه ثلاثاً.. ويغسل يديه وقدميه.. يخلل أصابعه أيضاً.
يضيء عينيه جيداً.. يبعد دموعه..
ثم يفرك أصابعه عصباً عصباً، "إنه يتوضأ بالمطر"
2- "يا ابنة البحر.. يا من تجيئين من الصحراء.. تعالي.."
قالت: "أين الإشارة؟ " قال: "فاسألوا"..
وانفجرت ضحكة منسية ثم قامت أو نامت..
3- كان يحتفل بالحياة اليومية.. ضغط مفتاح الحاسب الآلي وكتب كلمات أخرى..
رسم صوراً وخرائط وأطفالاً.. اشترى ثوباً وكتباً وأقلاماً..
ثم انزلق حذاؤه وغاص في الماء والملح والرمال..
4- يتوضأ ثانية..
تنهد واستراح.. أطال لسانه قليلاً.. تذرع بالحكمة كثيراً.. وذهب يسأل
عن "الطريق والطريقة"..
لبس نظارته الجديدة ورأى أشياء "أعمق وأبعد وأروع".. أيقظها مراراً..
وحملها أخيراً على ظهره.. وتابع رحلته بطيئاً..
تيمم.. تبسم.. واستقبل العام الجديد.
جدة 31/12/1998
"نشرت في كتاب الطب النفسي والحياة الجزء الثالث تحت عنوان خاتمة أدبية /1999/، ونشرت في جريدة الأسبوع الأدبي 12/2/2000"
-----------------------
5- كانت تغتسل بالماء المالح
شاهدت دمعاتها أربعين مرة.. دمعة.. دمعة..
كان صقيع الأطراف يلاحقني.. والحمّى..
عشر قبلات والتقينا.. نصف يوم أو بعض يوم.. انقضى ومشينا.
هل أنت حقاً ما أنت؟ كنت أداعبها.. حلوة أنت.. أخاف عليك..
هذا الوجه يمتلك النشوة.. هذا الوجه يمتلئ ألماً.. تغريه الكلمات وتغريني..
أتلمس وجهك.. يرتاح قليلاً.. يتجمد ثانية.. لكن هدوء اللفظ يراقصه..
هل تعزف لحناً؟
بين الكلمات وشفتيها تخلق شيئاً يعجبني.. والسن الباسم ملتصق بأخيه الأسمر يشهد حرب التحرير.. وحوارات الأعماق.. عذاب الأنثى.. تاريخ القهر العربي.. وأشياء أخرى..
هل أشهد؟ هل أفهم؟ هل أنسى؟
تتوقف لحظات.. تتألق عيناها تتحدث عن جرح.. عن دمع تتذكر..
تقلقك النبرة.. يقلقك الوجه.. وأصابع الأنثى..
هل أضمك؟ تعالي.. هل أضمك؟ تتكسرين..
ليس سهلاً أن تعشق امرأةً.. رفقاً.. ليس بعد..
تتحدث عن طير وأطير..
نتحدث عن حب وغجر وأغنيات.. لم يحن الوقت.. هل نتوقف؟
وأعود إليها..
تهرب في فضاء الليل.. تركض مسرعة.. تقفز نحو البحر معانقة.. وأعانقها.
دبي 27/5/2000
--------------
- "في آخر يوم من هذا العام".. للكل سلام
للحب سلام..
للجوع سلام..
للعينين الباكيتين أمام المسجد.. سلام
للموج الأزرق يغرقني.. سلام
لأوراق طازجة تتراقص عند البحر وتناديني.. سلام
- تتلاشى الأيام كل صبح.. ويقطر العمر قطرات كل نبض..
لكن الحب اللاهث في دمي يدفعني كي أرحل..
للنغم العالق بين صخرتين.. يعلو ويهبط كي نسمع..
- أعطني ورقة وقلماً.. أعطيك وردة ملونة..
بسمةَ عشق.. خيمةَ سفر.. ووسام.
جدة 31/12/2004
------------------------------------
دارت الأزمان فينا.. والكل يعلم ما جنينا
في الأمس كان حب سهيل.. واليوم غاب الشعر فينا
"كم أشتهي للكون هزة".. والحب يمضي وحديث الناس أنينا
يا مرجع الشعر وكل العرب إليك اشتياقي..
في الزمن الصعب.. كل الورود غاضبة.. وأصابع الإفرنج والسياف
لا بد أن تنعم بالحنين حيناً.. وأن تقبّل الأطياف كل مساء
واليوم حزينُ وغدُ.. مادام الحزن نشوة الشعراء
أعطني من زاد آدم تبقني علماً غنياً بالألوان
كنت لي أبي.. وكنت بحاراً وشطآن..
أقبُل الخير الكثير في دمي.. غذَته أمي عند الصبح وفي كل زمان
سلامي كله سلام الأرض.. وأقول:
أبعدوا الناي والمسافات وكل القطارات.. لأغني
يقترب البعيد القريب.. وجدّي.
ليفربول 1990
------------------------
"من ذكرياتي الجميلة التي تحولت فجأة إلى حلم مزعج لا بد من نسيانه"
- أنت الربيع..
وزهورك البيضاء في قلبي وعيوني..
فلا أرى إلا جمالك.. ولا أعشق إلا قلبك..
- صارت قهوتي بيضاء عندما لامستها شفتاكِ..
سحرك يأسرني، يحررني، ويغيرني..
حتى أشيائي صارت أجمل..
- أفتح عيوني على وجهها..
نتحاكى ونتضاحك كل صباح..
أكتب لها وتكتبني.. أشتاقها وتشتاقني..
صارت عمري..
ثم صحونا وردتين دافئتين في حديقة البلد.
دمشق 25/8/2007
---------------"عيناكِ كلها تحدي.. ولقد قبلتُ أنا التحدي".. وإليكِ وداعي الأخير
1- يا امرأة من زجاج: ابتعدي.. ابتعدي.
حلّقْتِ برفقتي عالياً، ثم سقطّتِ سريعاً..
قلتُ توقفتْ قليلاً، أسنُدها وأمدُّ لها ذراعي ثم تطير..
لكنها تفتتْ شظايا..
سقطتْ سريعاً، لامستها ريشة بيضاء فأصبحت هباء..
نامت في الطين تغتسل بفضلاتها جميعاً.. وصارت عذراء..
2- لستِ وردتي.. أشواكٌ كلُك.. خلف زجاج الوجه والكلمات..
كلك شظايا.
في لحظة صحو قالت: لا أستحقك، وشكراً لحبك.. دعني في جحيمي ووحدتي
صمتتْ ثانية وأدمنت السقوط.
شهيةٌ كنتِ.. ثم كشفتِ الغطاء..
لن أنظر إليكِ.. فكيف أشتهيكِ؟
موتي في صحرائك قليلاً أو موتي كثيراً..
تُرضيك النظرات العابرة واللمسات.. وتضحكين.. فكيف تقيمين؟
أصبح وجهكِ رسماً لنصف عهر..
أصبح جلدكِ قيحاً أسود.. أنتِ قرف كبير...
3- امرأة من زجاج..
قالوا ولدت شوهاء.. تحسن شكلها وبقيت جوفاء
فكيف تصعدين؟
قصيرة جداً، غريبة جداً، وحيدة جداً..
عندما فتحوا قلبها، وجدوا غرباناً وأشلاء..
عندما فتحوا فمها، وجدوا فراشات سوداء..
لا قلب في قلبها.. لا لون في عينها.. لا قول في قولها.. لا حب في حبها
4- وداعاً غريباً لك.. يا امرأة الحب العابر
أقسمتُ أن لا تنامي إلا سعيدة راضية بين يدي، فهل تقسمين؟
قالت: سأسافر!!
تتقن الحب العابر وتغادر..
ظننت أنك تعرفين ما تقولين أو ستعرفين؟
قالت: لم أعد أعرف شيئاً.. سأعيش كل يوم بيومه وقد أموت بين الرمل والماء..
سأمضي في طريقي دون سؤال أو جواب.. أخاف أن أقيم.
رفقاً بقلبي وعقلي.. أقسمتِ لي كثيراً أن تقيمي؟
لكنكِ عابرة في أيام عابرة.
تهشمتْ كالزجاج دون ريح.. لامستها ريشة بيضاء صارت هباء..
هنيئاً لك.. أتقنتِ الغواية صباحاً وفي المساء
لكنكِ عابرة لا تتقنين الحياة، لا تتقنين البقاء ...
5- "بين يديكَ أنسى روحي"..
بين يدي أنتِ زجاج.
وردتي لن تكون شوكتي أبداً..
وألوح لها بالوداع..
قالت: كنتُ أضيع في الزحام وأصنعُ الخيانة
قلت: هل تعرفين ما تفعلين.. تتقنين الغموض والإشارة وشيئاً من العبارة..
قالت أيقظتَ فيّ أنوثتي..
قلت: ابقِ قليلاً كي تكون النهاية أجمل؟
تتلعثمين.. ضاع الكلام والسلام..
أعطيتكِ الأمان والزمان والمكان وأحلى الكلام..
كلما رأيتُ شجرة عانقتها.. كلما سمعتُ نغمة رأيتها.. فماذا تريدين؟
قالت: لا أعرف ماذا أريد.. سأخون نفسي ووطني..
ثم تراجعتْ لن أخون..
كل العبور خيانة.. كل الكلام خيانة.. كلك خيانة
لكن لا تعرفين؟؟
أعرف أنكِ تكذبين.. وتصلين لربك وتكذبين.
تعثرتُ بكِ قليلاً.. أنفضُ عني غبارك ورائحتك وشؤمك.. وأمضي..
6- دعيني لحزني.. ابتعدُ عنك.
لن أصنع لكِ قبراً ولن أحفر لكِ ذكرى..
عابرة.. أدمنت العبور.. وبالرمل الوسخ تستجير.
دعيني لفرحي القادم.. لستِ وردتي ولن تكوني..
كنتِ شوكاً وزجاجاً أطل بقبحه عارياً.. لوّث الفرح الجميل.
لن تكذب علي أغنياتي.. لن تضيع كلماتي..
أتابع صعودي.. أطير.. أعانق وردتي الذهبية.. تعانقني..
أُسمعها كلماتي، تُسمعني همساتها..
نغني.. نضحك.. نعشق.. ونسير.
دمشق 17/12/2007
---------------------------------
10- أتاني الخريف ربيعاً.. وأنت الربيع
1- أتاني الخريف ربيعأ.. وأنت الربيع..
هذا المطر يغسلني.. وأنت مطري وعطري..
يغسل وجهي وأعصابي.. يغسل قلبي
فأحيا ونحيا وتكبر شجرة الحب فينا..
أفيض حباً وتفيضين..
آه عانقيني.. ودعيني أمسح عنك تعب السنين..
دعيني أقبلك كلك.. وأنت كل الياسمين.
2- في هدأة ليلي أتلمس وجهك فأراك تبتسمين..
اقترب منك وتقتربين..
أهمس لك وأتنفس هواءك..
أعانقك أمتد إليك ثم أذوب و تذوبين.
3- "أشهد أن لا امرأة جاءت تماماً كما انتظرت.. إلا أنت"
كأننا قدر.. وأنت قدري..
قلبي يرقص فرحاً.. لأن شفتاي تعانق شفتيك..
"امرأة لا تعاد" ورجل لا يعاد وحب لا يعاد.. وتجيئين..
أحلى الألحان لك..
وأحلى الكلمات وأحلى القبلات.. وتجيبين:
4- " أغنية المطر الأزرق أنتَ..
ترنيمة السماء.. ولذة الجنون..
وجدت دفئي فيكَ ووجدته أنتَ في قلبي
وأنا كل صباح أحبك أكثر..
تحيط بقلبي مثل شجرة ياسمين
تملؤني شوقا حباً وحنين..
أحب كلماتك.. دفأك.. أحب أنك يقين..
ابق الآن لي فقد انتظرتك آلاف السنين"..
كوني كما تشائين..
وكوني وردتي الأخيرة.. تجيبين:
ما رأيك أن نذهب إلى نبع المحبة؟ وتذهبين..
5- أيتها النغمة والبسمة.. أيتها الربيع..
إذا كنت لي أحلامي وأنا شجرتك..
فأنت وردتي الأخيرة.. وأنت أجمل أحلامي .. وشجرتي التي أعانقها..
أنت آخر درب وأجمل طريق.
دمشق 2/11/2009
----------------------"كلمات في وداعها الأخير"
- أعطيتها كل أيامي.. كل الورود وكل الغيوم.. كل العصافير.. وكل اللآلئ
وقلت لها: أنت وردتي الأخيرة..
قالت: حبيبي سيد الرجال.. أحبك وأنت فرحي.. وأكتبها على العشب والرمال..
تعمي العيون والآذان بصوتها وكلماتها..
وتنفخ في وجهي غباراً.. وهي الغبار.
- ثم تعود:" أنا عند حسن ظنكَ ولن أفعل إلا ما تريد".
كنت أشتاق لها وعندما عادت لم أعرفها..
عودي إلى ماضيك وانتقامك.. لم يعد لنا حاضر نعيشه.
تمتلئ حقداً وغضباً ونكداً وكيداً.. تحرق كل شيء وتنتظر الغبار..
ابتعدي ابتعدي.. ودعيني.. لن انتظر أحداً ولن انتظرك..
الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات..
- ابتعدي ابتعدي..
دعيني لحزني.. سأعلن موتك.. وأودعك وداعي الأخير:
نرجسية هستيرية شكاكة شرسة.. خفيفة العقل والخلق والذوق والتدبير..
لئيمة مؤذية شريرة مزيفة.. تبدل أقنعة وتخفي الأسرار..
ممثلة فاشلة.. تمثل أدواراً وتفسدها.. وتطالب بالأجور..
قبيحة القلب والفكر والضمير.. تعشق الدرهم تتزين بالغبار..
تمتص رحيقك تلدغك في لحظة غدر..
بيضة فاسدة زادتها أمها فساداً..
فكيف أعود؟
- كم كان خبزك يابساً عندما أطلت النظر في عينيك..
كم كان ماؤك مالحاً عندما وضعت قلبي بين يديك..
- خسرت معك قليلاً.. وسأربح كثيراً..
سأذكرك قليلاً ثم أنساك.. سأبني عشاً جديداً ملوناً
وسأبحث عنها وأنساك..
سأنفض عني غبارك وأغتسل منك غسلي الأخير.
- امرأة من غبار أعمى عيوني.. ثم أبصرت طريقي وإليه أسير..
"تباً لك.. ما عاد صوتك يطربني.. ولم يعد لقاؤك يفرحني.. ولم يعد حبك يعنيني"
تباً لك.. لست وردتي الأخيرة..
سأواصل الصعود وتسقطين..
سألتقيها وتلاقيني.. أحبها.. تحبني.. أعانقها.. تعانقني..
نمشي إلى نبع المحبة معاً.. نتوضأ بالحب ًوالماء..
نرقص.. نحيا.. نموت ونفيض حباً.
دمشق 18/9/2011
------------------
هذا الطريق لي.. هذه الأوراق لي..
وأنت الربيع أمشي إليك وأغني لعينيك..
نحتفل بنخب العتمة وعيد الفراق..
يمتد الرحيل في الرحيل.. ونبحث عن جدار..
نغتنم اللحظة نخلقها..
نكتب على حائط العمر أشعاراً وأغنيات..
نتوضأ بالمطر ونغفو.. ويشرق فجر جديد.
13- علمني الحب
علمني الحب.. أن أحيا..
علمني الحب أن أكون نقياً كمطر لم يهطل بعد..
علمني الحب أن أعانق الأشجار.. أن أرى الأشياء أعمق وأروع وأبعد..
علمني الحب أن أتحدث عن وطن وعن طير وخيمة وغجر وأغنيات..
علمني الحب أن أرحل عن امرأة من زجاج أو من غبار..
علمني الحب أن أبقى أن أصعد أن أمشي إلى نبع المحبة
وأن أكتب على جدار العمر كلمات..
علمني الحب أن أبحث عن لؤلؤة الفرح القادم.. وأعانقها.
دمشق 20/10/2012
------------------------
14- الطريق
- هذا الخريف لي.. كنت أصعد وتسقطين.
يزدحم قلبي بمن غابوا.. وكلماتنا تشبه البكاء.. وتشبه العويل والنواح والدعاء.
- دمشق.. أتلو عليك حزناً معتقاً..
وحكايات للغياب ولحناً وأنين.
أحبك اليوم أكثر.. وأكثر.. كائن من ضوء وطين.. أم طائر من حب وورد وياسمين؟
- كنت أشكو حزني للقمر..
ولما بكى عانقته.. وصرت أتلو عليه حكايات للفرح.
- كان
الباب ضيقاً.. ثم اتسع
وكان الغبار كثيفاً ثم انقشع
وكنت أهمس لك وتضحكين .. هل نملؤ الطريق عناقاً وقبلاً
وسنين.
- هذا البياض لي.. والسواد.. وشجرتي التي أحبها.. وسمائي
وقمري ..
ونبقى مع أغنية الفرح الحزين.
- موتي موتاً جميلاً كما اتفقنا.. وإن مت قبلك أوصيك بالأشجار أن تحضنيها.
- تلتقط
قطعة صدف فارغة.. تصدمك
تتأمل آلاف الأصداف.. ثم
تغني للبحر.. وتسبح ثانية.
- كانت الورود تعلّمني الكتابة.. وكنت أعلّمها الحياة.
وكان كلما همّ بالبكاء.. أضحكته العصافير.
دمشق 10/10/2014
------------------
15- طائر سلام
- قالت هل نلتقي من جديد..
- قلت كيف ألقاك وقد أغلق المطعم بابه.. ورحل صاحبه وكل عماله..
ربما نلتقي أمام المدخل الجميل.. لكن قذيفة أو أكثر ربما تنتظرنا هناك..
نلتقي في حياة أخرى..
وأنا أطير وأنت سوسنة.
دمشق 29/4/2017
-------------------------------------
16- الطريق إليها
1- هذا الخريف لي..
أكتب ما تشاء.. ولكن يا حزن لن أرسمك.. واسع وجه الماء ووجه السماء.. وقلبي لن تقتله ولن أقتلك.
2-
ما كان عناقاً أبداً ..
كان
صراعاً ونفاقاً وجنون ..كان
ظنون.
3- عيناك غامضتان:
زرقاوان خضراوان.. سوداوان؟
”مجهولان نائمان في عباءة المجهول“ ..
عذراً منك.. واعذريني.. لا لون في عينيك.. فكيف تعانقيني؟
4- تمسك الصورة بلحظاتك الهاربة.. فالتقطها، وثبتها، ثم ضعها في إطار..
طريقك أن تمسك اللحظة بيديك وتعانقها.. وتسير إليها.
دمشق 30/12/2018
---------------------------------------17- أحمل الناي وأغني
دقائق ولحظات وصور أعود إليها..
عيوني تخبئ آلاف اللحظات والأوقات..
أعود إليها ودمعي يرافقني.. وأرافقها
ويمضي الوقت جميلاً وحزيناً..
هذا الحزن لي وهذا الوقت لي..
"ابعتلي جواب وطمني" ولا جواب..
ودموع العين تسبقني..
وتستمر الحياة بخيرها وشرها..
ونمضي إلى أين لست أدري..
وأعود إليها وتعود لي.. ولا أعرفها.. صار أنفها أطول..
تغيرتِ كثيراً.. وتغيرتُ..
أحمل الناي وأغني لسطور وماء.
دمشق 7/2/2019
--------------------------------
18- لا شيء يعود أبداً
الدقيقة التي تذهب لن تعود أبداً..
وكذلك من أحببت أو كرهت.. لا يعودون أبداً.
أية قسوة يحملها الزمن.. وهو يجرحنا ويظلمنا ولا يبقي أحداً.
لا بد من الذكرى.. وأن تحتفظ بصورة أو صورتين.. أو تتذكر كلمة أو كلمتين.. وربما لحناً أو أغنية أو بقايا مكان.
أن تحيا ليومك وتنسى كل شيء.. لأنه لا شيء يعود أبداً.
ما أصعب أن تحتفظ ذاكرتك بكل شيء..
هناك أمور تستعصي على النسيان وتبقى طويلاً، ولكن عندما يستعصي كل شيء على النسيان، هذا يعني أنك لا تزال تعيش في الماضي.. "ومن يحمل الماضي تتعثر خطاه".
أن تتذكر يعني أن تتألم كثيراً وأن تدمع كثيراً.. لأنه لا شيء يعود أبداً.
"لا تنتظروني.. ربما سأعود شجرة أو عصفوراً في حديقة البيت".
دمشق 28/9/2020
-----------------------------
19- أغنية الروح
في أعماق العقل وثناياه..
تختبئ الروح والموسيقى وتختبئ الألوان.
وعندما تستيقظ الروح تمتد وتعلو.. وتدمع العينان.
تنشد أغنية للفرح وللأحزان..
للحب والورد.. للطفل والبطل والإنسان..
أغنية لموت حياة وفيها كل الحياة.
---------------------------
20- الحب حديقة ورود لا نهائية
الحب عطاء وتبادل وإعجاب واشتهاء، والحب قرار.
الحب حديقة ورود لا نهائية لا يدخلها من لا يعرف الحب.
من يدخلها يزرع وروداً يعتني بها،
يعيش في فضائها محلقاً سعيداً، راضياً.
بعض الورود تعيش قليلاً وبعضها يعيش أطول،
وعندما تموت كل الورود، تنمو ورود جديدة، لا نهائية.
1-1-2021
------------------------------------
21- وكان قدري الرحيل:
أيتها الروح الجميلة ..
وأيها العقل الكبير.. وصاحب الخلق الكريم..
سلاماُ لك وعليك..
في حلك وترحالك .. إلى الزمن القريب..
وإلى الزمن البعيد.
20/5/2021
------------------------------------
22- لأنك صغيرة:
ما كنت أعرف أنك صغيرة.. فاعذريني..
كنت أكبر وتصغرين..
كنت أصعد وتسقطين..
صغيرة الرأس والعقل والقلب والخلق والضمير..
فاعذريني.. أنت صغيرة.
ماذا تكونين؟ ومن أنت؟
أنت شخصية مزعجة جداً، وكريهة جداً،
إوزة سمينة لا تطير إلا قليلاً، ضعيفة النظر تتعثر بخطاها، مضطربة متقلبة، طفولية،
نرجسية شرسة يصعب العيش معك وقتاً طويلاً..
اغربي عن وجهي وارحلي بعيداً.. وأضمك إلى مزبلة الذاكرة .
أحببتك أياماً.. ليتها كانت أطول..
لن أعود.. ولن تعودي.. لأنك صغيرة.
9/9/202123- أن تكون أنت
أن تستمتع بأوقات جميلة في الحب والفكر والموسيقى
في طعام جميل وفي عمل أجمل..
أن تعطي غيرك وأن تساعد شخصاً أو أكثر..
أن تستمتع بوقتك إلى أن يحين وقتك.
عبث الحياة ملون ومركب بعبث وذكرى .. ولكن لا بد لنا أن نحيا
الضحكة تأتي والبسمة.. والدمعة تأتي.. والوقت مساء وأنا أعترف..
أني أحببت وأني قد عشت كثيراً.
لا أبحث عن أحد ولا يشغلني أحد..
هذا الوقت جميل جداً ولذلك خبأ في الصدف الأبيض حكايته.
تلتقط اللحظة تبتسم.. لحظات للحب والفرح والضياء..
وأن تبقى.
تتألق روحي بما فعلت.. وما سأفعل.
5/11/202124- سأمضي فرحا ً في لحظة حب صوفية
أتذكر وجهك في لحظة خمر صوفية..
ما أجمل وجهك في لحظة خمر صوفية..
ما أجمل وجهي في لحظة حب صوفية..
وأهمس لك حباً واشتياقاً.. وتهمسين..
ضاعت الأيام والأوقات واللحظات..
وبقيت وحدي.. أتجرع كأس الدمع والشوق والذكريات..
لم يحن الوقت.. أو قد حان؟
فاضت روحك وارتحلت بعيداً..
دعيني لنفسي..
عشت كثيراً وأحببت كثيراً..
سأصعد وتسقطين.. وتسقطين..
ما أجمل أن تنشد أغنية وتمضي فرحاً..
في لحظة حب صوفية.
25/11/2021
----------------------------------
25- هنيئاً لك منزلك يا صديقي في السماء
رحلت يا صديقي إلى السماء..
رحلت يا "عماد" ..
حزنت وبكيت .. لكن هنيئاً لك موتك .. وهكذا عبث السماء ..
كنا صغاراً نحلم .. وكنا كبار..
كنا نلهو ونضحك ونغضب .. ونحن الآن في السماء ..
يا آخر الأخيار .. وأنبل الأحرار ..
رحلت يا عماد ..
تعبت وتعبنا .. هنيئاً لك منزلاً في السماء ..
كانت لنا أمسيات وسهرات ولقاءات وحوارات ..
وقد نسيت ما حكينا وما ضحكنا وما غضبنا وما أكلنا وشربنا..
ولكني أتذكر وجهك النبيل ممتلئاً حياة وحباً وفرحاً..
هنيئاً لك منزلك يا صديقي .. في السماء.
"عماد" صديق قديم توفي بسبب مرض مزمن.
دمشق 10/2/2022
-------------------------------------------
26- "إنك ميت وإنهم ميتون"
كان ضئيلاً في جسده ويبحث عن الحب..
والآخر كان بديناً ويبحث عن الحب..
والثالث كان وحيداً ويبحث عن حياة أخرى وعن حب ..
وكنت معتدلاً ورياضياً وأبحث عن حب..
ونجحت وعشت وأحببت ..
وابتعدوا ورحلوا .. وماتوا ..
حزنت كثيراً .. لحطات الماضي تعود وأعود إلى ذكريات ورفاق وألم وحب وعطاء وحياة..
وموت أخير..
دعيني لحزني .. لن يعودوا .. ولن أعود ..
ربما أعود عصفوراً في حديقة المنزل .. أو هباءً أو غباراً .. أو تراباً أعود..
وإلى التراب نعود ...
لكني أحبك يا تراب .. إني أحبك يا عدم ..
أنا وأنت إلى عدم .. كلنا نعود إلى عدم.
دمشق 31/3/2022
(ثانياً) خواطر شخصية 1-18:
1- حكايتي مع الورود:
أول وردة قطفتها كانت قرنفلة.. كنا نجلس على العشب الأخضر في حدائق مباني جامعة دمشق القديمة حيث كانت مخابر كلية الطب والمشرحة.. وجوارها كلية الصيدلة. وكان يتوسط تلك الأبنية حدائق جميلة متفاوتة في مساحتها وهي تحيط بمسجد الجامعة، وإلى جوارها غير بعيد كانت المكتبة المركزية ومقصف الجامعة وبينهما حدائق أيضاً.
كان القرنفل وردتي المفضلة فهي قريبة من القلب جميلة ورائحتها رائعة.. وهي تتكاثر بسرعة ووفرة.. ومع كل التهذيب والقيم التي تربينا عليها لم أجد حرجاً كبيراً في قطف واحدة منها أو أكثر.. لأن ذلك لم يكن يلحق ضرراً بهذه الورود المنتشرة.
لم تكن لي خبرة في الورود أو الزراعة أبداً.. وربما ساهمت فيروز في تعلقي بوردتي من خلال أغنيتها عن أهديتني وردة وخبأتها في كتابي وعن المزهرية والهدية الضائعة.
ثم كبرنا وتعلمنا عن الورود والحب والحياة أكثر.. وكنت أبحث عن وردة أهديها في عيد ميلادها أو في غيره.. وتهديني.. وكبرنا أيضاً وصارت الوردة باقة وتنوعت أنواعها وروائحها ومناسباتها.. ومنها طبيعي ومنها صناعي متميز يعيش طويلاً.. وأصبح حب الورود بالنسبة لي عادة وصفة أحبها تلازمني بين الأهل والأصدقاء.. وقد نجحت في زراعة وردة جورية زهرية رائعة وياسمينة بلدية أحبها وتحبني، في منزلي.
وأجد اليوم.. بعد سنوات عديدة أن حنيني لقرنفلة بيضاء أو حمراء مازال أصيلاً، وسأبحث عنها وأزرعها قريباً مني.
ولا تتوقف الحكاية .
---------------------------------2- من ذكرياتي والحياة.. النضج والرجولة ليست بالشوارب وحدها:
شاهدت بالصدفة حواراً على قناة بي بي سي من لندن حول أوضاع مصر الحالية وصراعاتها القائمة.. ولفت نظري مداخلة استفزازية لأحدهم وهو يعلم الآخرين دروساً في النضج والعقلانية والمدنية.. وتبسمت ثم ضحكت عندما تذكرته.
وعادت بي ذاكرتي إلى أكثر من 25 سنة عندما عملت مع هذا الطبيب الفاشل وكان زائراً لمدة أشهر قليلة في المشفى الجامعي.. كان مثالاً لشخصية الكذاب والمخادع إضافة لسطحية آرائه وعلمه وقلة النضج في شخصيته وتقلب انفعالاته وثقل دمه.
وكان حليق الذقن والشارب إلى أن واجهه أحد المرضى النفسيين بقوله "إنك لست رجلاً".. فانزعج كثيراً من هذه الصدمة الحقيقية.. ومن يومها أطال لحيته وشاربه.. ولكن للأسف لا يبدو أن ذلك يفيد كثيراً..
لأن النضج والرجولة ليست بالشوارب وحدها !!
--------------------------
3- أفراح صغيرة:
عندما يتعطل "الراوتر".. يسود التوتر والقلق والوجوم.. ويخبرك أحد الخبراء أنه "خالص" وتحتاج لشراء راوتر جديد.. وتسأل آخرين ويقولون إنها مشكلة شائعة بسبب انقطاعات الكهرباء "اللطيفة".. ثم يأتي الفرج والفرح.. إنه يحتاج لإعادة ضبط وربما "يزبط".. ويتطلب ذلك حوالي دقيقتين فقط.. و"يزبط" ويعمل من جديد.. ويسود الفرح والحب والوئام .
-------------------------
4- الحياة والوقت:
حياتك هي الوقت الذي تقضيه.. بين لحظات ودقائق وساعات.. أو بين أيام وشهور وسنوات. وهناك أوقات جميلة ومنتجة وسعيدة.. وهناك أوقات حزينة أو مزعجة أو أليمة. وكذلك ذكرياتنا.
وحياتنا.. هي مجموع ذكرياتنا.. التي نتدفأ بحكاياتها في الأيام الباردة.
أن تعيش وقتك كله.. يعني أن تعيش أكثر.
وأن تحول الأحداث المزعجة التي تمر بها إلى مراحل واوقات محددة، يساعدك على التخفيف من أثرها السلبي عليك.. على اعتبار أنها مرحلة أو فترة عابرة محددة، وسيأتي أفضل منها.
أن تصنع سعادتك بنفسك.. يعني أن تعيش اللحظة وتجعلها أجمل.
وأخيراً الدقيقة التي تذهب لن تعود.. وتصبح رماداً وذكرى..
ما أجمل أن تصنع ذكرى تحملها.. وتحملك معها.
والحياة ذكرى.
دمشق 22/9/2017
-----------------------------------
5- كسارة الجوز:
جاءتني هدية جميلة جداً.. جوز بلدي بقشره.. وفرحت بها ولم أعرف كيف أكسرها.. والمهم وجدت عندي كسارة للجوز والبندق قديمة جداً من الحديد الصلب كنا نلعب بها أيام الطفولة ونستعملها كمطرقة.. وقد انتقلت إلي من أغراض الوالد رحمه الله. وببساطة وبضغطة خفيفة تنكسر الجوزة ويخرج اللب الطيب..
سقى الله أيام زمان.. عشنا وكبرنا وشيبنا ودارت الأيام فينا وأكلنا جوز بلدي للمرة الأولى.. بكسارة الجوز.
دمشق- 3-7-2018
-------------------
6- الإنسان والمتحف:
الإنسان يشبه المتحف.. وفيه لوحات وتماثيل وآثار وكتابات.. وله جدران متنوعة الارتفاع.. وفيه بوابات ونوافذ.. وغرف واسعة.. وبعضها صغيرة جانبية.. وبعضها منعزلة قاتمة. وهكذا يتحول الإنسان في هذا التشبيه الى متحف مدهش بمكوناته.. يستحق التعرف عليه والتفاعل معه.
إن الاقتراب من عالم إنسان آخر كي تتعرف عليه، يشبه زيارتك إلى المتحف.. وبالتأكيد فإن أمامك رحلة طويلة وتأملات وانفعالات.. وتطول الزيارة لبعضهم، وتقصر عند آخرين. ومنهم من تبني متحفك معه، أو إلى جواره، أو بعيداً عنه.
وفي نهاية الرحلة.. رحلة الحياة، تغلق الأبواب.. وتبقى المتاحف، أو تتهدم، أو تزول.. لكن الصورة تبقى.
-------------------
7- في مديح الكتاب الورقي:
الكتاب الورقي له مميزاته.. ويمكنك أن تحمله وتلمسه، وأن تنظر إليه وتتأمله وتستمتع بشكله وغلافه وألوانه.. وأن تتمعن في صفحاته عميقاً أو تقلبها بيسر وسهولة.. وربما تضع خطاً أو تعليقاً على عبارة معينة هنا وهناك.
وهو لا يحتاج إلى كهرباء أو جهاز.. وببساطة العلاقة مع الكتاب الورقي يمكن أن تكون حميمية وعيانية وملموسة وعميقة وقريبة من القلب.. وأنا أجده أقرب إلى نفسي.
وطبعاً له سلبياته من حيث التكلفة وصعوبة الانتقال عبر الحدود المتنوعة وصعوبة نسخه وتداوله وغير ذلك.. وربما هذه السلبيات هي مميزات الكتاب الإلكتروني الذي أصبح واسع الانتشار ولكن بالطبع له سلبياته المتعددة أيضاً.
وبالتأكيد لم ينته عصر الورق في الوقت الحالي.. ربما قل عدد القراء لأسباب عديدة، ولكن الكتاب الورقي باق إلى ما شاء الله.. وأنا أدعو له بطول العمر دائماً.
--------------------
8- "غسيل وكوي الأعصاب":
الاسترخاء والرياضة والاستحمام.. كل ذلك يخفف من التوتر النفسي والقلق وسوء المزاج، ويشبه ذلك "غسيل الأعصاب".
والتفكير الإيجابي وإعادة النظر إلى الأمور والمشكلات بشكل واقعي ومنطقي، يساهم في السلوك الإيجابي والصحي وفي التكيف الفعال مع الحياة.
ويشبه كل ذلك "كوي الأعصاب" وإزالة تجاعيدها.
-----------------------
9- أفراح مؤجلة:
يبارك لي صديقي بكتابي الجديد وأشكره، ويقول "عقبال" الكتاب القادم.. وأقول له ربما لن يكون هناك كتاب قادم. دعنا نفرح بهذا الكتاب جيداً والآن.. ونعيش لحظاتنا الحالية.
دعنا نحتفل.. ودعنا نقرأ من هذا الكتاب ونتحدث عن تفاصيله وما فيه صفحة صفحة أو فصلاً فصلاً ومن أول كلمة إلى آخر كلمة.. ولا ننسى الغلاف وصورته وأي قصة خلفه.
وببساطة تعودنا منذ الصغر على "عقبال" الشهادة الأعلى، و"عقبال" المولود الآخر، و"عقبال" ما تزوج هذا المولود وتفرح بأولاده أيضاً.
وطبعاً العمر يمضي وما فرحنا حقاً.. نحن نعيش في المستقبل الذي يجيء وربما لن يجيء.. ونؤجل أفراحنا الحقيقية وتفاعلنا معها إلى المستقبل الذي ربما يأتي وربما لن يأت.
وهكذا ثقافة الجوع والحرمان وثقافة العالم الثالث وأزماته.. مقارنة مع ثقافة الحياة والوفرة والأمان.. طموح يبدو جميلاً ومطلوباً.. ولكنه لا يرتوي.. ولا يستطيع أن يعيش الحاضر.
يحلم بالمستقبل كي يفرح حقاً وينجز كل الأمنيات.. وأنا أقول له الآن الآن.. وليس غداً.
---------------------
10- في مديح غوغل :Google
يرافقني غوغل في الحياة اليومية مثل صديقي.. يجيب على أسئلتي سريعاً وفي كل الأوقات. ينجد ذاكرتي، يعلمني، يفتح لي أبواب المعرفة والمعلومات المتنوعة وكل المراجع والكتب والمجلات والصور وغيرها.. بكبسة زر.
يسرني كثيراً ويغضبني قليلاً.
تحية حب وتقدير لك ولمهاراتك وقدراتك وكل أقسامك وأدواتك، يا صديقي غوغل ودمت بخير.
--------------------------------------
11- فرويد والمكتبة الظاهرية بدمشق
من ذكرياتي الجميلة التي لازلت أذكرها جيداً وقد مضى عليها حوالي 47 سنة، أنني بعد تقديمي لامتحان البكالوريا عام 1973، وقد تعودت على الدراسة والجد والقراءة وقدمت امتحانات جيدة وكنت دائماً من الأوائل والمتفوقين، لم أجد ما أفعله في العطلة الصيفية التي تتلو الامتحان سوى أن أذهب إلى المكتبة الظاهرية العريقة قرب الجامع الأموي بدمشق يومياً.
وكنت قد تعرفت على أسماء لمشاهير في الفلسفة وعلم النفس من خلال المرحلة الثانوية ومن خلال قراءاتي العامة المتنوعة. ولم أكن أعرف كثيراً عن هؤلاء إلا معلومات بسيطة وشذرات من هنا وهناك.
وقررت أن أقرأ عنهم بالتفصيل تدفعني رغبات عقلية في الفهم والمعرفة وميولي نحو الأمور النفسية التي ظهرت مبكراً.
كنت أنزل من بيتنا في حي المهاجرين وأركب الباص إلى شارع النصر قرب سوق الحميدية، ثم أمشي إلى نهايته وانعطف يساراً إلى المكتبة الظاهرية.
وجدت نفسي في المكتبة الظاهرية واقتربت من قسائم العناوين المحفوظة ضمن أدراج خاصة وبدأت أبحث عن فرويد وكتبه. وكان له أكثر من 30 كتاباً مترجماً للعربية أو عنه.
وبدأت يومياً باستعارة كتاب أقرأه كله في قاعة المطالعة في الطابق الأول خلال ساعات النهار وبعد الظهر وأدون بعض الملاحظات والمقتطفات على ورقة خاصة بي.
حولي كان عدد من القراء من أعمار مختلفة، وكان الجو لطيفاً وهادئاً دون ازدحام، وبعض الباحثين الكبار أراهم يتصفحون مخطوطات أو كتب ويدرسونها.
وعندما تحل الظهيرة أو بعدها وأشعر بالجوع، كنت أخرج لساعة أو نحوها أتمشى في تلك المنطقة العريقة وشوارعها الملتفة (محل ما ضيع القرد ابنه)، وكنت أتناول سندويشة فلافل لذيذة أو غيرها مما يتيسر وجوده في الأسواق في ذلك الزمان.
ثم أعود لأكمل كتابي وأنهيه تماماً.
وبقيت على هذه الحال حوالي شهرين وربما قرأت خلالها 30 كتاب لفرويد وغيره.
وبالتأكيد فإن هذه التجربة المبكرة كان لها دور هام في ازدياد ولعي واهتمامي بالعلوم النفسية ودراستها بعد دخولي كلية الطب بشكل أوسع منذ السنوات الأولى الجامعية، حيث كنت مهتماً بالطب النفسي والعصبي نظرياً وعملياً.
وكنت "حلال مشاكل" عند الأصدقاء، كما كان لدي عدد من الحالات المرضية النفسية التي تجرأت على فحصها والسير في علاجها من أوساط الطلبة بشكل تجريبي وعملي وكانت النتائج جيدة ومشجعة.
وبالطبع فرويد "له ما له وعليه ما عليه"، وكانت مرحلة بالنسبة لي ضمن فترة المراهقة وبداية النضج، ولا زلت أذكرها واستمتع بتفاصيلها وحماسها، ولكنها أصبحت اليوم ذكرى، مثل كثير من الذكريات التي عشناها نتعلم منها دروساً وخبرة، وتضيء للقادم الجديد من الأيام.
----------------------------12- خلاصة الخلاصة.. أشهد أنني عشت
خلاصة الخلاصة عن الحياة والنفس والمعنى والحكمة والذكريات..
ليس سهلاً أن تختصر الحياة بكلمات قليلة مهما كانت عميقة وبليغة.. وفي بعض المناسبات والأوقات تستيقظ الرغبة في اختصار الحياة وإيجازها أمام حدث هام أو ذكرى مؤثرة كالحرب أو الموت أو المرض أو الرحيل.
إن الحياة مجموعة لحظات وأوقات عشناها ونعيشها.. بكل ما فيها من فرح وجد وعمل ولقاء وبكاء وألم وحزن وقلق وغضب.
وتعكس الصور الشخصية لحظاتنا الجميلة عادة.. وفيها فرح وحب وسعادة وضحكات ونشاطات وإنجازات وعمل وأمل. وفيها الآخر وآخرون مشاركون ومتفرجون محبون ومقربون وأصدقاء ومعارف، وفيها من نعرفهم ومن لا نعرفهم.
وكلنا لديه قصص وحكايات وذكريات تدعو للتأمل والدهشة والمتعة.
عندما تنظر إلى نفسك عبر لحظاتك المتعددة تعرف أنك قد عشت.. وأن الحياة تمر سريعاً.. وأن اللحظة التي تذهب لن تعود أبداً.. وهذا حزين ومؤلم ولكن هكذا الحياة.. ولا بد من أن تتقن اللحظة وتجعلها أجمل وأغنى وأعمق.
كل الأشياء كانت قاتلة ولكنني لم أمت! وهذا يعكس الكفاح والصراع والتحمل وتجاوز مصاعب الحياة المتنوعة.
ولا بد لك من أن تصنع جنتك بنفسك.. وتختار ما تريده وما تفعله وما أنت قادر على فعله ضمن ظروفك وما هو متاح لك في البيئة من حولك.
لا تتوقف أبداً عن حديثك لقصتك وحياتك وتجاربك وما عشته وتعيشه وما تحلم به.
وفي رحلة العمر.. يتساقط المحبون والمقربون والأصدقاء في الهاوية. تتكئ على بقايا روحك وعظامك لتعانق شجرة الحياة وتعانقك.. وتبتسمان معاً قريباً أو بعيداً عن الهاوية.
لا تنتظروني.. سأعود شجرة أو عصفوراً في حديقة البيت.
وحيد جداً مثل الجبل.. حزين جداً مثل القمر.
من يقنع الراحلين بأن قلوبنا بين أمتعتهم؟ أشواق وحنين وذكريات تملؤك وتمتلئ بها، وهي تعكس حبك وعواطفك وإحباطاتك، وتعكس رحلة الحياة وحقيقة الحياة والموت والفراق، ولا بد من ذلك كله في الحياة.
في الحياة كما في العلاج النفسي،
عليك أن تفتح جرحاً وتغلق جرحاً آخر.
والمهم أن
تختار جرحاً مناسباً تداويه
وتعالجه وتفعل شيئاً محاولاً شفاءه.
وببساطة "استمتع بالأمور الصغيرة، لأنه في يوم ما ربما ستتذكرها وتدرك أنها كانت أموراً كبيرة"، والأمور الكبيرة والأحلام النبيلة في التقدم العلمي والفكري والاجتماعي ربما تتحقق أو لا تحقق، ولا سيما في عالمنا المتخلف المتداع الذي يقتل كثيراً من الأحلام الكبيرة.
ولكن تبقى سماؤنا جميلة وأحبها.. وتأخذك إلى عالم آخر.. وفيها لوحات ولوحات. والحب يبقى ويكبر، أو يشيخ ويهرم ثم يموت.
ومن المؤكد أنه لا تستمر الحياة دون حب ما..
وللحب أنواع وأشكال ودرجات.. وفيه عطاء ورعاية ومشاركة وتبادل.
وبعض الأشخاص يعيش حباً.. وبعضهم يودع حباً.. وبعضهم ينتظر حباً.. وبعضهم قريب من هذا أو ذاك، وهكذا الحياة.
ومن الضروري أن نتذكر.. وأن نقول إن ذكرياتنا الدافئة.. غطاء ودفء لنا في أيامنا الباردة.
وفي أحيان أخرى كثيرة نقول "يداه على موقد الذكريات يغني.. ولم يبق إلا رماد الحكايا".
ولا بد لنا أن نتذكّر قبل أن نخرف.
ومن المفيد أن تصنع حياتك وأفراحك وذكرياتك، وأن تتذكرها في أيامك وسنواتك القادمة، قبل أن تخرف وتنسى كل شيء.
ومن المؤكد أن الذكريات تبقى.. وأن الأشخاص يذهبون.
وأنه في الذكرى حياة، لذا قاوم موتك بذكرياتك.
وما أجمل أن تفتح صفحات، وما أصعب أن تطوي صفحات.
والحقيقة أن الأزهار تصر أن تتفتح في الربيع كي تعلمنا الحياة، كما تصر الأوراق أن تسقط في الخريف كي تعلمنا الحياة.
ومهما كانت الظروف والمصادفات.. في التحليل الأخير.. أنت من يكتب سيرة حياتك.
ولا بد لك من الواقعية والصبر والتحمل ومواجهة العقبات والأزمات. وأن "تفعل ما هو مناسب لك، فلا أحد غيرك يمشي بحذائك".
و"بعض الأشخاص يبحثون عن مكان جميل، وآخرون يجعلون المكان جميلاً".
لا تؤجل فرح اليوم إلى الغد أبداً.. ولا يمكنك أن توقف ماء النهر إن حاولت، كذلك الزمن يسقطك ويمضي إن وقفت.
ولا بد لغرائزنا الملوثة بالطين أن ترتقي لنصعد بها إلى السماء، ولا بد لأحلامنا الجميلة المحلقة في الفضاء أن تهبط لنمشي بها على الأرض.
والحقيقة أنك عندما تودّع عاماً.. فإنك تقترب من القبر أكثر.
والاكتئاب هو المعلم الأفضل للفرح.
والأمل موجود دائماً.. ولا شيء يدوم.. والحزن يزول ويمضي.. وكذلك الغم والهم والإحباط.. والقهر والظلم.
ومن المريح أن تعرف أن الأصداف تشبه البشر بأشكالها ودواخلها، وهي تتفوق عليهم ببقائها.
"كل لحظة هي بداية جديدة".. والحياة نعمة كبرى. "ارقص قبل أن تنتهي الموسيقى، عش قبل أن تنتهي حياتك"، فالحياة طريق باتجاه واحد فقط!
والابتسامة فرح وقوة وعلم واكتشاف تجاه قضايا كثيرة في الحياة والوجود، وتجاه المعنى أو اللا معنى أو الفوضى التي تحيط بنا وتحاصرنا.
أشهد أنني عشت كثيراً.. وعملت كثيراً وقرأت كثيراً وعالجت كثيراً وقدمت كثيراً وحلمت كثيراً.. وأحببت وفرحت وحزنت وغضبت كثيراً.
ورأيت شعوباً وبشراً وأشخاصاً عديدين عن قرب.. وكما يقال في مثل عمري: "لقد فعلت كل شيء، وشاهدت كل شيء"، ولكن المفارقة التي تدعو للابتسام.. أنني لا أتذكر كل شيء!
ولكنني أشهد أنني قد عشت، ولا زلت أعيش.. وأشكر الله على نعمة الحياة.
13- التشجيع يصنع المعجزات!
في المرحلة الابتدائية كنت أحصل على تشجيع المدرسين بشكل لفظي ومن خلال منحي بطاقة "مرحى" أو بطاقة "امتياز" تقديراً لتفوقي في المواد الدراسية.
وكنت أفرح بها ويضعها والدي في مكان ظاهر في غرفة الجلوس. إضافة لكلمات الثناء والتقدير الجميلة التي يكتبها أستاذ الصف مع الجلاء المدرسي في مكان خاص للملاحظات جانب العلامات التي حصلت عليها، مثل "ثابر على اجتهادك أتوقع لك مستقبلاً زاهراً وفقك الله". وكان والدي حريصاً على كتابة كلمات الشكر للمدرسة في المكان المخصص لولي الطالب. ولا زلت أحتفظ بعدد من هذه الأوراق في درج الذكريات.
وفي المرحلة الإعدادية تم تكريمي مع عدد من المتفوقين في كل سنة دراسية وكنت الأول على كل صفوف الصف الأول الإعدادي (وكان عددها 6) أمام اجتماع المدرسة الصباحي لكل المدرسة بما فيها القسم الثانوي في مدرسة (الثقفي) وقدم لي المدير يومها هدية تقديرية وهي كتاب البخلاء للجاحظ.
وطبعاً فرحت بالكتاب وقرأته من الغلاف إلى الغلاف دون ملل.
وفي شهادة الصف التاسع (الكفاءة) كنا قد انتقلنا إلى مدرسة حديثة التأسيس وكان فيها 7 صفوف للصف التاسع. وكنت الأول على المدرسة ومن العشرة الأوائل على سورية وتم نشر ذلك في الجريدة.
وقد فرح مدير المدير بنشر اسم مدرسته الحديثة (أبو رمانة المحدثة) وطلبني إلى مكتبه بحضور عدد من أساتذتي وهنأني وأثنى علي لأنني رفعت اسم المدرسة عالياً وأهداني حقيبة جلدية مدرسية جميلة. واعتذر على هديته المتواضعة بسبب إمكانيات المدرسة المتواضعة.
طبعاً فرحت بها كثيراً وكان لونها مميزاً وكنت استعملها في العام الدراسي التالي إلى أن تلفت.
وأذكر في المدرسة الثانوية أن أحد الأساتذة الشهيرين طلب مني تقديم تلخيص لكتاب صعب ومعقد أمام مجموعة من الطلبة. وقد بذلت جهدي وقدمت التلخيص وأعجب به الجميع وكالوا لي الثناء لأنهم لم يفهموه سابقاً أبداً.
أما الأستاذ فقد علق على ذلك بأن الكتاب سهل مع نصف ابتسامة وسط استغراب الزملاء. وقد امتعضت حينها وسكتت.
وفيما بعد عاتبته على تعليقه وبرر نفسه بشكل غير مقنع أنه يخشى علي أن أصاب بالغرور إذا امتدحني كثيراَ!
وفي شهادة البكالوريا حصلت نتيجة تفوقي على كتاب ثمين تراثي من مجلدين من نفس الأستاذ الذي يخشى الغرور.
ويبدو أن فكرة التشجيع يصنع الغرور تفهم بطريقة مغلوطة وغير مناسبة.. والتشجيع المفرط على كل أنواع السلوك هو المشكلة لأنه يساهم في نشوء الشخصية النرجسية والغرور المزيف. بينما تشجيع السلوك الناجح يساهم في استمرار ذلك السلوك ويعزز الثقة بالنفس.
ويبدو لي أن جيلنا من الطبقة الوسطى لم يتلق إلا قليلاً من التشجيع والمكافآت مقارنة مع جيل أبنائنا والجيل الحالي. وعلى الرغم من ذلك فإن الدأب ودافع الإنجاز والطموح العلمي والعملي كان أساسياً في ثقافتنا التربوية المنزلية والمدرسية والاجتماعية.
ومن المؤكد أن الدافع إلى الإنجاز والطموح والمثابرة كل ذلك له أسباب ذاتية وراثية ونفسية وفردية، ولكن تأتي العوامل التربوية والاجتماعية لتوسع من ذلك لدى مجموعة أكبر من الأفراد.
وفي سيرة حياة كثير من المبدعين والناجحين إحباطات تربوية ومدرسية واجتماعية ومع ذلك سار هؤلاء في طريق المثابرة والإبداع.
وتشجع الثقافة الحديثة المعاصرة الفرد وتسعى نحو تنمية إمكانياته وتشجيعه ومكافأته معنوياً ومادياً واجتماعياً.
وتؤكد الأساليب التربوية الحديثة على تنمية المهارات وتنمية الإبداع وتشجيع المتفوقين والموهوبين.
ولا بد من تشجيع الآخرين باستمرار في مختلف المجالات، وأنا أشجع مختلف الحالات المرضية النفسية ولا سيما حالات ضعف الثقة بالنفس وأفكار التشاؤم والسلبية.
ولا بد من تشجيع الأبناء والطلبة والعاملين والناجحين والمتفوقين في مختلف المجالات (وليس فقط للمغنين والممثلين والرياضيين)، وتكريم إبداعاتهم وعطاءاتهم (ليس بعد موتهم) بل خلال الحياة اليومية والمهنية. وهذا يسمى ثقافة التشجيع والمكافأة.. لأن التشجيع يمكن له أن يصنع المعجزات.
دمشق 18/3/2021أو أنا بخير.. أنت بخير.
I am ok..you are ok.
وهي مقولة جميلة جداً وعنوان لكتاب
الطبيب النفسي الأمريكي الشهير توماس أنتوني هاريس وفيه يقدم تحليلات عن التعامل
بين الأشخاص عام ١٩٦٧ .Transactional Analysis
وفي هذه النظرية تفاصيل متنوعة،
ويمكن أن نجد فيها رداً على النرجسية والأنانية المفرطة والانكفاء على الذات في
العصر الحديث. وكنت استعملها مازحاً بصيغة التساؤل في اللقاءات اللطيفة والسهرات
لأنها تعطي جواً من التعاطف والمتعة والسعادة المشتركة التي يمكن أن تجمع بين
الناس .
-----------------------
15 - حكاية الإوزة:
مررت بإوزة سمينة لا تطير إلا قليلاً، ضعيفة النظر تتعثر بخطاها. هوجاء تصرخ كثيراً وتعاند، لأن أنفها "أعوج".
فقلت لها اغربي عن وجهي.. أو أصلح لك أنفك بصفعة من يميني.
تزحلقت وابتعدت تبحث عن حبيب أو غريب.
25/5/2021
-----------------------------------
16- نخلة في حديقة المنزل:
جميلة جداً طويلة جداً وقديمة جداً .. تعلوها سعفات خضراء فتية
تتمايل مع النسيم بخفة وروية .. وعلى طول جذعها تتدلى السعفات القديمة شاحبة أو
غامقة يتخللها شيب أو بياض أو لون رماد .. ولكنها لا تسقط أبداً .. لا زالت
تتمسك بجذعها وتلتصق ببعضها متماسكة قوية ثابتة ومهيبة. تتراقص حولها العصافير
وتطير وتعود إليها .. وفيها أعشاش ومساكن وأسرار.
كنت أنظر إليها طويلاً .. أتأملها وأحكي لها حكايات .. يبدو أنها تنصت ولا تجيب ..
تهتز قليلاً أو ترقص او تطير .. ولا تطير .. ونبقى في المكان والزمان .. وأصبحنا
صديقين.
قال لي صديقي أنه يحلم "بعالم كله شعراء وأطفال" .. كلهم شعراء يتحدثون شعراً يمتلئ بالجمال والمعنى والكلمات المناسبة .. وفيه يلعب الأطفال ويضحكون ويغضبون ثم يرضون ويتصالحون ويتقافزون بجمال البراءة وحيوية الحياة والطفولة وايقاعاتها المتنوعة.
لكل حلمه وأحلامه .. ولي حلمي وأحلامي .. وهي تتجدد مع مسيرة الحياة وتقلباتها وظروفها وشؤونها.
أحلم بورود وأغنيات وسفر .. أحلم بأني أفعل ما أحب وما أستطيع فعله .. أحلم أن أقول ماعندي وما أشعر به .. وأحلم بابتسامة الرضى عن نفسي وعن الآخرين القريبين والبعيدين.
(ثالثاً) قصص قصيرة جداً (1-5)
بالمناسبة .. القصة القصيرة جداً أسلوب أدبي حديث زاد الاهتمام به مؤخرأً وهو نتاج تراث عالمي وله جذور في الأدب العربي في كتابات جبران خليل جبران وفي غيره.
ويعتبر إرنست همنغواي أول من كتب "قصة قصيرة جداً" بالمعنى العام وهذا "المصطلح" هو عنوان قصة له من ست كلمات: "للبيع حذاء طفل لم يلبس قط".
ويختلف طول القصة القصيرة جدا" من بضع كلمات إلى بضعة أسطر، وتبقى قصيرة جدا" في طولها.
وهي تتميز بالتكثيف والبلاغة والمفارقة والسخرية والترميز وبالسردية إضافة لخصائص شعرية، كما تتميز بقدرتها على الصدمة والإدهاش.
1- انسجام:
كان الوقت جميلاً في صباح عذب .. وأنت تستمتع بجلسة رائعة ومنظر مريح في شرفة الفندق .. وجهك ينبض فرحاً وتبتسم لها مشرقاً .. أدارت وجهها وبدأت تتلهى في كتاب بيدها عن فن التلاعب والحيلَ؟
22/6/2022
عناق - 2
بعد عناق وفرح .. قال لها يبدو أن لديك هشاشة في العقل والخلق والضمير .. وعند أول عناق تتكسرين .. سأرحل وترحلين
22/6/2022
3- لا تخش شيئاً:
إلى حبي الكبير الذي لم أخلقه بعد.. قبلة لقاء..
إلى الثالوث المحرم.. ثالوث التخلف.. الجهل والفقر والمرض.. رسالة موت
إلى ذكرياتي التي علمتني أن أبني عالماً ملوناً.. عهداً جديداً
إلى اللامعقول.. إيقاعات عاقلة.. للنور والحكمة
دمشق 1979
---------------------------------
2- إلى والدي الذي علمني العلم كي أنتفع به.. وأنفع به غيري
إلى القارئ العربي الذي لا يزال يقرأ في عالم المعرفة..
إلى من يخاف المجتمع من الوريد إلى الوريد..
وإلى كل من يعالج هؤلاء وهؤلاء.. أقدم هذا الكتاب
جدة 1993
------------------------------
3- إلى ابني عمران وصفوان يلهماني المسير
إلى من شاركتني القصيدة وشاركتها النشيد
إلى الإنسان العربي الذي عرفته..
يرحل بين الألم وطيش الروح وزحمة الأفكار
كي تقترب الأيدي.. ويبتعد الجدار عن عالم الطب النفسي
جدة 1995
--------------------------
4- إلى أصدقائي وزملائي ومرضاي
إلى قرائي..
إلى كل من أحببت بالأمس واليوم وغداً
نتحدث معاً.. وأكتب إليهم
تقديراً للتواصل والفهم
واعترافاً بحقيقة العقل والحب والضمير.. ثم نكبر سويةً
جدة 1997
---------------------------
5- أهدي هذا الكتاب إلى جرة حياتنا
التي امتلأت بنماذج متعبة من البشر
وتفاصيل عن الوجع والخيبات..
وفيها أحزاني القديمة وبعض المنى وأسئلة
وفيها كسر وجبر وخير وشر.. وقطعة حلوى
قلت: أسندها بالحصى والكلمات..
ولا أدري هل كان عليَّ أن أتقن لغة أخرى؟
جدة 1999
---------------------------
6- إلى أغلى المصادفات وأوجعها..
إلى لحظات التنوير تقاوم الحماقة البشرية..
إلى الوردة الأخيرة بعد أن سقطت منها ابتسامة.. كي ترفعها وتحملها..
إلى أوراقي القديمة: "حياتنا والناس كالكتاب".. لابد أن تفتح صفحة كل حين..
وهكذا سيرة المطر..
جدة 2001
--------------------دمشق 2005
-------------------------
8- إلى صديقي الحرف..
- كنا معاً وقتاً طويلاً.. نطقت بإسمك وكتبتك..
ثم صارت لغة..
- أحتفل بكتابي الجديد.. تعانقني وردتي الذهبية..
كل الورود إليك.. والأغنيات
ثم يأتي الخريف ربيعاً
دمشق 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق