ملاحظات نفسية حول "مايكل جاكسون" المغني والراقص
العالمي الشهير:
د. حسان المالح
توفي مايكل جاكسون Michael
Jackson عن عمر 51 سنة (1958- 2009) بسبب
تناوله كميات كبيرة من الأدوية المهدئة مع عقار بروبوفول Propofol، ويستعمل هذا الدواء في التخدير في العمليات
الجراحية. وقد أدين طبيبه الخاص وهو طبيب قلبية "بالقتل غير العمد" لأنه
كان يعطيه هذا العقار عن طريق الحقن الوريدي دون وجود احتياطات كافية لمراقبة كمية الدواء والإنعاش وقواعد الممارسة
الطبية السليمة، وحكم عليه بالسجن 4 سنوات قضى منها حوالي 3 سنوات وأفرج عنه لحسن
سلوكه.
وبيّن تشريح الجثة أنه كان يعاني من مرض البهاق الجلدي Vetilligo (زوال لون الجلد بشكل
بقع بيضاء) في بعض مناطق جسمه. وأن لديه وشماً لرسم الحواجب والشفاه وأن شعر رأسه
قليل ومرتبط بشعر مستعار Wig. وفي جسمه آثار عديدة
لثقوب الإبر. ووزنه 61 كغ وطوله 175 سم.
وقد تزوج وطلق مرتين وزوجته الأولى ابنة المغني والممثل
ألفيس بريسلي وهي مغنية، والثانية ممرضة في العيادة الجلدية، وله ابن وابنتان.
ومن النواحي النفسية .. كان مغنياً شهيراً وراقصاً
ومؤلفاً للأغاني منذ طفولته وذاعت شهرته في العالم. ومن المعروف أنه كان مدمناً على
عدة أنواع من المهدئات والمسكنات لفترات
طويلة. كما كان يعاني من عدم رضاه عن شكل وجهه وأنفه وأجرى عدة عمليات تجميل للأنف
والوجنتين والذقن. وكان يستعمل مواد لتبييض البشرة لاسيما في وجهه. إضافة لحالات
اكتئابية وامتناع عن حضوره لبعض الحفلات التي كان عليه أداؤها. وقد اتهم عدة مرات
بالتحرش الجنسي مع الأطفال وأدين في واحدة منها ثم تمت براءته بعد مدة.
ومن الواضح أنه كان فناناً مبدعاً ومتميزاً في فنه منذ
طفولته .. وقد وصل إلى النجومية والشهرة والعالمية .. وقدم فناً متميزاً لمدة 40
عاماً على الأقل، وانتهت حياته مبكراً بسبب جرعات من مادة مخدرة كان يستعملها
للارق الذي يعاني منه بشكل مزمن.
وقد كتب عنه الكثير وعن تفاصيل حياته المتنوعة .. وهناك
غموض وأسرار وشائعات في مختلف التفاصيل المرتبطة به، إضافة للتناقضات في الروايات والأحداث
وفي تأكيدها. وكثير من المعلومات ربما لا يمكن تأكيدها لأسباب قانونية وشخصية
ودعائية وتجارية. وربما تتوضح عدة أمور بشكل أفضل بعد سنوات عديدة.
ومن النواحي النفسية
تم إطلاق عدة تشخيصات عليه ومنها: الخوف المرضي من تشوه الجسم (عدم الرضا
عن شكله ووجهه)Body Dysmorphic Disorder ، وقلق من الأمراض Health
Anxiety، وسوء استعمال المنومات والمهدئات،
والاكتئاب، والقمه العصبي (الخوف من زيادة الوزن ونقص الشهية)Anorexia
nervosa . إضافة إلى احتمال الانحراف
الجنسي (الولع الجنسي بالصغار).
وبالطبع يمكن لعدة اضطرابات نفسية أن تجتمع معاً .. ولكن
كلما كان هناك تشخيص أساسي يمكنه تفسير مختلف الأعراض أو معظمها، كان ذلك أفضل.
وبين بعض الخبراء النفسيين أن طفولته القاسية غير
السعيدة والإيذاء الجسدي والنفسي الذي تعرض له، قد ساهم في سلوكه واكتئابه. كما أن
ابنته عانت من الاكتئاب وقد صرحت بذلك للصحافة وربما هناك عامل وراثي وراء ذلك.
كما قدر بعض الخبراء والأطباء النفسيين أنه ربما كان
يعاني من اضطراب المزاج ثنائي القطب بدرجة خفيفة أو متوسطةBipolar Mood
Disorder ، والذي يمكن أن يساهم في تفسير
نشاطه الإبداعي الفني وتميزه وحيويته، إضافة لمعظم اضطراباته النفسية وغرابته
واندفاعيته، وأرقه واكتئابه.
كما أن اضطراب المزاج ثنائي القطب يمكن أن يترافق مع
السلوك الإدماني بنسبة عالية.
ويبدو أن الشهرة وحدها، أو طبيعة نشاطه المهني الفني، لا
يمكن لهما أن يفسرا سلوكياته المتنوعة واضطراباته .. ولا بد دائماً من التفسيرات
النفسية التي يمكن لها أن تلقي أضواء مفيدة على مختلف أنواع السلوك.
المراجع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق