مقدمة:
من المعروف أن الأفكار التلقائية التي تخطر في بالنا عند موقف معين لها أهمية كبيرة في توجيه سلوكنا العملي وطريقة ردنا على الموقف، وكذلك تؤثر على انفعالاتنا ومزاجنا بشكل سلبي أو إيجابي وفقاً لهذه الأفكار التلقائية التي نتحدث بها مع أنفسنا.
وتدل الدراسات النفسية الحديثة في ميدان علم النفس المعرفي والطب النفسي على أهمية المعتقدات والأفكار والافتراضات الأساسية التي يتبناها الشخص عن نفسه وعن الآخرين وعن الحياة، وكذلك على أهمية الأفكار التلقائية التي تظهر تلقائياً ونتحدث فيها داخل أنفسنا خلال المواقف المتنوعة اليومية، وكل ذلك يساهم في نشوء واستمرار كثير من الحالات المرضية النفسية كالقلق والمخاوف المرضية والاكتئاب وغيرها.
ويطرح ما سبق ذكره ضرورة تعديل هذه الأفكار السلبية غير الواقعية أو المضخمة أو غير المنطقية من خلال العلاج المعرفي الإدراكي، الذي يقوم على تسجيل هذه الأفكار وتسجيل درجة الاقتناع بها من قبل المريض ومن ثم مناقشتها والنظر إليها بشكل نقدي ومنطقي، وبعد ذلك يحدث تعديل في هذه الأفكار التي تساهم في نشوء وتثبيت الحالات المرضية ويتم تبديلها وتبني أفكار أكثر عملية، وأكثر إيجابية، أو أفكار أكثر توازناً وحكمة، يكتشفها المريض نفسه أو بمساعدة المعالج من خلال الجلسات العلاجية.
ويرتبط بذلك أهمية الحكم والأقوال ذات البعد النفسي التي يمكن تطبيقها في الحياة اليومية، لأنها تفيد في إعادة الطمأنينة والتوازن للشخص القلق أو المتوتر، وتزيل اليأس والتشاؤم عند الشخص المتكدر أو المكتئب. وأيضاً تساهم في مواساة الشخص الذي يتألم من فراق حبيب أو قريب أو صديق، أو غدر الآخرين ولؤمهم وأذاهم.
(إقرأ عن الموضوع في كتابي ماذا تقول لنفسك حين تحدثها، وكتابي دراسات وإضاءات في الطب النفسي)
إعادة صياغة الفكرة أو الأفكار الخاطئة المرضية:
تعتبر من طرق العلاج المعرفي المفيدة والتي تهدف إلى تحديد الفكرة المرضية غير الصحيحة ومن ثم تعديلها إلى فكرة عملية صحيحة.
وتستعمل هذه الطريقة في عديد من الاضطرابات النفسية مثل أنواع القلق المختلفة والقلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي) وحالات الاكتئاب المختلفة وغير ذلك.
وفي الجدول في الأعلى توضيح مبسط حول إعادة صياغة الفكرة المرضية في حالات قلق الهجر أو النبذ.
دمشق 5/9/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق