حول الجهل والخرافات وأهمية الثقافة النفسية العلمية:
د. حسان المالح
ترتبط الخرافات بالتفكير الطفولي وتحقيق الأمنيات بطريقة
سريعة وفورية وعجائبية .. ويتعلم الطفل أثناء نموه العقلي خصائص الأشياء وقوانين
الفيزياء والكيمياء وغيرها من تفاصيل العالم المادي .. وينمو التفكير العلمي
والمنطقي تدريجياً .. وأما التفكير النقدي ومراجعة البديهيات التي نحملها فهي
مرتبطة بأساليب التربية والتنشئة الاجتماعية وبنية المجتمع الكبير الذي نعيش فيه.
وكلما كانت مناهج التفكير والتعليم تقليدية وقديمة وثابتة، كلما ضاع التفكير
النقدي والعلمي.
ويؤكد التعليم الحديث على تنمية التفكير النقدي
والتساؤل ووضع الفرضيات المختلفة واختبارها
بشكل علمي وفقاً لطرق البحث العلمي الحديثة. بينما يؤكد التعليم القديم على الحفظ والتكرار وتداول المسلمات والشائعات وتعاليم
الآباء والأجداد بقدسية خاصة غير قابلة للنقاش أو الجدال إلا في حدود ضيقة.
وترتبط الظواهر النفسية المختلفة الطبيعية والمرضية
بخرافات كثيرة موروثة وشائعة .. ومنها الساحر والمسحور والجني الصالح والجني
الشرير والوصفات العلاجية العجيبة .. وتمتلئ أحاديث العامة والخاصة بخرافات
متداولة وسلوكيات غير نافعة تجعلنا ندور طائعين تحت أوهامها ونتائجها الضارة أو الكارثية
في كثير من الأحيان.
وللمرأة نصيب أكبر من الخرافات .. بسبب الجهل ونقص
التعليم وأيضاً بسبب قابليتها للخضوع الاجتماعي والموافقة والتسليم أكثر من الرجل.
وفي المجال العيادي اليومي لا بد من التأكيد على تخفيف
الأضرار الناتجة عن الخرافات والابتعاد عن السلوكيات المؤذية التي تؤخر العلاج
الطبي المناسب .. ولا بد من زيادة الوعي العلمي والطبي والنفسي المرتبط بميدان
الصحة النفسية واضطراباتها عبر كل الوسائل الممكنة التثقيفية والتعليمية والندوات
والمحاضرات والكتب والمقالات وغيرها.
وعندما تنتشر الثقافة النفسية الصحية العلمية تتقلص
ثقافة الخرافات وتنزوي إلى دوائر ضيقة ومحدودة .. وللأسف فإن الجهل والتجهيل لا
يزال غالباً في مجتمعاتنا .. والثقافة العلمية والنفسية هي التي يتقلص وجودها إلى دوائر
ضيقة ومحدودة.
وبالتأكيد فإن إضاءة شمعة أفضل من أن نلعن الظلام ألف
مرة ومرة.
دمشق 4/7/2018
دمشق 4/7/2018
كلام سليم.... للأسف نحن نعيش في مجتمع ألبس كل قضايا الحياة رداء التخلف والتعصب إن كانت الاجتماعية أو الدينية أو السياسية وغيرها الأمر الذي حال من تطور المجتمع وزاد من ظلم من هم الأقل قوة في المجتمع من نساء وأطفال ومستضعفين. وهذا من شأنه أن يزيد من الضغط النفسي والاكتئاب والظلم.
ردحذفشكراً لك
ردحذف