الخوف من زيارة الطبيب النفسي:
الدكتور حسان المالح - استشاري الطب النفسي - دمشق - العيادة النفسية الاستشارية - شارع العابد - جوار المطعم الصحي- 2322841
الخوف من زيارة الطبيب النفسي لايزال واسع الانتشار في بلادنا ..على الرغم من التطورات والتغيرات الايجابية في ميدان الوعي الطبي والصحي العام ، وتطور الخدمات الصحية والطبية في مختلف الفروع الطبية غير النفسية ..
وفي تحليل هذه الظاهرة لابد من التطرق إلى عدة أمور ..
1- يلعب الجهل دوراً واضحاً في الخوف من كل ماهو نفساني .. وهنا يأتي دور المعلومات الخاطئة الشائعة المرتبطة بالأمور النفسية والتي تحتاج إلى تصحيح وتعديل .. وكلما ازدادت الثقافة العامة والثقافة الصحية والنفسية كلما كان الوضع أفضل . وتتعدد المعلومات الخاطئة الشائعة حول الأمور النفسية وبعضها يتعلق بتحديد المرض النفسي وميدان الطب النفسي وأنه يرتبط بالجنون أو التخلف العقلي أو إدمان المواد الإدمانية .. وفي ذلك نظرة ضيقة وقديمة ولاتتناسب مع واقع الطب النفسي والتطور الكبير الذي حدث فيه خلال العقود الماضية من حيث الاهتمام بالاضطرابات النفسية الصغرى مثل القلق ونوبات الهلع والاكتئاب والوسواس القهري والمخاوف المرضية واضطرابات التكيف وغيرها .. والتي لاعلاقة لها بالاضطرابات النفسية الكبرى مثل الفصام والهوس الشديد والاضطراب الذهاني ( والتي تصل في شدتها إلى مايسمى خطأ بالجنون ) .
وبعض المعلومات الخاطئة يرتبط بالنظرة إلى الأدوية النفسية وأنها تسبب الإدمان أو أنها تستعمل مدى الحياة في كل الحالات .. وبالطبع هذه النظرة خاطئة وهناك أكثر من 150 دواءً نفسياً وعدداً من الزمر الدوائية العلاجية ولاتنطبق مسألة الإدمان إلا على زمرة المهدئات الصغرى ( أو المنومات ) إذا استعملت فترات طويلة ودون متابعة الطبيب .. وعلى أية حال هناك تضخيم واضح لهذه المسألة في أذهان العامة والخاصة .. والتعود الذي يحدث من استعمال المنومات يمكن التعامل معه بتخفيف الجرعات تدريجياً ولايقارن بمشكلاته مع إدمان المواد المحظورة عالمياً .. وتبقى المشكلة وهي محدودة بالطبع عند من يدمن على المواد المحظرة عالمياً ويستعمل إضافة لها المنومات .
وبعض المعلومات الخاطئة يرتبط باضطراب نفسي مثل " الربط " في حال اضطراب الانتصاب لدى الزوج ليلة الزفاف ، والخوف من الجماع مع تشنج المهبل لدى الزوجة ليلة الزفاف على اعتبار أنه نوع من الحسد أو السحر أو غيره ، والوسواس المرضي القهري أنه وسوسة من الشيطان وليس مرضاً نفسياً ولايحتاج إلى طبيب نفسي أو دواء .. أو ترتبط المعلومات الخاطئة بطريقة علاج محددة مثل أن العلاج الأفضل لجميع الاضطرابات النفسية هو التنويم المغناطيسي الذي يجعل المريض ينسى كل آلامه ويعرف كل أسبابها .. أو أن العلاج بالجلسات النفسية هو الحل لجميع الحالات النفسية بديلاً عن الأدوية النفسية الضارة . (للمزيد من التفاصيل راجع اختبارالأفكار الشائعة حول الطب النفسي صفحة 139- 157 في كتابي فوائد نفسية 2001 ) .
ويدل ماسبق ذكره على أن المعلومات النفسية الخاطئة واسعة الانتشار وهي تحتاج لجهود عديدة لتعديلها وللتعرف على ميدان وممارسة الطب النفسي اليوم ضمن تطوره وإمكانياته لتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية المتنوعة مما يؤدي إلى مساهمة هذا الميدان الطبي بدوره بشكل أفضل في مجتمعاتنا .
2- الخوف من نظرة المجتمع ونظرة الآخرين .. ويتمثل ذلك بالكتمان والسرية والتحفظ وتحمل المعاناة النفسية من قبل المريض نفسه أو أهله المقربين . ويرتبط ذلك بالطبع بالنظرات السلبية في المجتمع للمعاناة النفسية وأنها مرادفة " لفقدان العقل " . ويبرز ذلك بشكل أوضح في البيئات الريفية حيث يعرف الناس بعضهم بعضاً عن قرب .. وربما كان الوضع أفضل في بيئة المدينة الواسعة حيث يقل الترابط الاجتماعي . ويبدو أن المرأة تتعرض للمزيد من الضغوط في حال معاناتها النفسية لاعتبارات تتعلق بمستقبلها في الزواج ، حيث يبذل الأهل جهوداً كبيرة لإخفاء المرض أو تلفيق الأعذار لها عن معاناتها.
وينتج عن المبالغة في الخوف من نظرة المجتمع ونظرة الآخرين التأخير في عرض الحالة على الطبيب النفسي .. وبعضهم يراجع الطبيب بعد عشر سنوات على ظهور المرض .. ويؤدي ذلك إلى إزمان المرض وصعوبات علاجه ، إضافة للمعاناة والألم دون داع مقبول ، ولابد هنا من التأكيد على القاعدة الذهبية العامة في كل فروع الطب " أن العلاج المبكر هو الأفضل دائماً ".
وكثير من الأمراض أصبحت مقبولة اجتماعياً مثل السكري وارتفاع الضغط وقرحة المعدة وغيرها .. ولايشعر المصاب بها بالعيب والعار وضرورة كتمان أعراضه ومعاناته .. ويعتبر نفسه غير مدان أخلاقياً إذا كانت معدته تتقرح .. بينما إذا تعبت أعصابه وقدراته على الاحتمال وصار مكتئباً فهو مدان .. وهذا غير منطقي وغير مقبول بالطبع .. وجسد الإنسان وأعضائه وأمراضه موضوع شخصي وليس اجتماعي .. وهو يمر بأوقات صحة ومرض وهو يسعى نحو الصحة باستمرار وهذا حقه الطبيعي ولايجوز أن يرتبط ذلك بالعيب والعار .. وعلى المجتمع أن يعينه من خلال مؤسساته الصحية المتنوعة ، وعندما يعاني ويتألم ويمرض فهو يحتاج إلى العلاج الطبي المناسب ، وإلى العون والمواساة والدعاء للتخفيف من مرضه ومعاناته من قبل الأهل والأصدقاء والزملاء .
3- نقص الخدمات الطبية والتأهيلية والعيادية النفسية وعدم كفايتها .. يلعب دوراً هاماً في تردد الكثيرين في الاستفادة من هذه الخدمات أو زيارتها .. وكذلك توزع هذه الخدمات وعدم توفرها في المناطق البعيدة. وتدل التجارب التنموية الصحية في عديد من البلدان على أهمية توفير الخدمات الصحية النفسية في مختلف المناطق وعلى ضرورة وجودها جنباً إلى جانب الخدمات الطبية الأخرى ، إضافة لإنشاء أقسام الطب النفسي في كليات الطب وتطويرها وتفعيل دورها التعليمي والبحثي والعلاجي .. ضمن خطة صحية وتعليمية شاملة تؤكد أهمية الخدمات النفسية المتنوعة وضرورة توفرها وتطويرها وتحسين أدائها .
ويؤدي نقص الخدمات النفسية أو نقص كفايتها إلى ازدهار أشكال علاجية شعبية أو خرافية ضارة أو غير نافعة .. كما يؤدي ذلك إلى نقص الوعي الصحي النفسي العام وتثبت الجهل وانتشار الأوهام والأفكار السلبية المرتبطة بالأمور السلبية .
4- يلعب الإعلام بأشكاله المتعددة دوراً أساسياًً في تحسين الوعي الصحي والطبي والنفسي .. وهو يثير قضايا هامة تتعلق بأحدث المستجدات في المجال الطبي التقني .. وكثير من الموضوعات تتناول عمليات القلب وزرع الأعضاء والعلاج بالليزر وقضايا البدانة وجراحة التجميل وغيرها .. ولاتحظى القضايا النفسية بنصيبها من الإثارة والتغطية والمعلومات .. ونجد في مجتمعاتنا من لديه معلومات مقبولة في كثير من القضايا الطبية ولكن نجد جهلاً وأمية في القضايا النفسية على مختلف المستويات .
كما لاتزال الأمور النفسية تطرح بشكل سلبي في عدد من الأعمال الدرامية والتلفزيونية العربية .. على العكس من الأفلام الغربية التي يحظى فيها الطب النفسي والعلاج النفسي بتقدير مناسب وإيجابي ومفيد .
5- وأخيراً .. لابد من القول بأن الواقع العملي يدل على مراجعة أعداد كبيرة من الناس للخدمات النفسية.. وربما يعكس ذلك قلة الاختصاصيين في هذا المجال وبالتالي ازدياد الأعداد التي تراجعهم ، وأيضاً يعكس التغير النسبي في النظرات السلبية الاجتماعية للخدمات النفسية . ومن المتوقع أن هناك أعداداً كبيرة لاتحصل على العلاج المناسب، وبعضهم يعاني ويتألم مع نفسه أو ضمن أسرته دون علاج .. وبعضهم يراجع أطباء غير نفسيين ولايتم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح ومناسب .. وبعضهم يعالج نفسه أو يعالجه أهله بعلاجات عامة أو شعبية أو دينية غير كافية أو غير مناسبة .
ومن المتوقع أن صاحب المشكلة والمعاناة سيتجاوز خوفه ويبادر إلى العلاج حين يشتد عليه المرض والتعب .. وهو بذلك يتجاوز عقبات عديدة ومخاوف أصبحت لاتتناسب مع العصر الحديث ومشكلاته وتقنياته وأساليب علاجه الحديثة المتطورة .
ولابد من التأكيد على أهمية ودعم الجهود التي تهدف إلى زيادة الوعي الصحي النفسي والثقافة النفسية المفيدة .. مما ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية للفرد والمجتمع معاً .
تم النشر في 22/5/2007
الدكتور حسان المالح - استشاري الطب النفسي - دمشق - العيادة النفسية الاستشارية - شارع العابد - جوار المطعم الصحي- 2322841
الخوف من زيارة الطبيب النفسي لايزال واسع الانتشار في بلادنا ..على الرغم من التطورات والتغيرات الايجابية في ميدان الوعي الطبي والصحي العام ، وتطور الخدمات الصحية والطبية في مختلف الفروع الطبية غير النفسية ..
وفي تحليل هذه الظاهرة لابد من التطرق إلى عدة أمور ..
1- يلعب الجهل دوراً واضحاً في الخوف من كل ماهو نفساني .. وهنا يأتي دور المعلومات الخاطئة الشائعة المرتبطة بالأمور النفسية والتي تحتاج إلى تصحيح وتعديل .. وكلما ازدادت الثقافة العامة والثقافة الصحية والنفسية كلما كان الوضع أفضل . وتتعدد المعلومات الخاطئة الشائعة حول الأمور النفسية وبعضها يتعلق بتحديد المرض النفسي وميدان الطب النفسي وأنه يرتبط بالجنون أو التخلف العقلي أو إدمان المواد الإدمانية .. وفي ذلك نظرة ضيقة وقديمة ولاتتناسب مع واقع الطب النفسي والتطور الكبير الذي حدث فيه خلال العقود الماضية من حيث الاهتمام بالاضطرابات النفسية الصغرى مثل القلق ونوبات الهلع والاكتئاب والوسواس القهري والمخاوف المرضية واضطرابات التكيف وغيرها .. والتي لاعلاقة لها بالاضطرابات النفسية الكبرى مثل الفصام والهوس الشديد والاضطراب الذهاني ( والتي تصل في شدتها إلى مايسمى خطأ بالجنون ) .
وبعض المعلومات الخاطئة يرتبط بالنظرة إلى الأدوية النفسية وأنها تسبب الإدمان أو أنها تستعمل مدى الحياة في كل الحالات .. وبالطبع هذه النظرة خاطئة وهناك أكثر من 150 دواءً نفسياً وعدداً من الزمر الدوائية العلاجية ولاتنطبق مسألة الإدمان إلا على زمرة المهدئات الصغرى ( أو المنومات ) إذا استعملت فترات طويلة ودون متابعة الطبيب .. وعلى أية حال هناك تضخيم واضح لهذه المسألة في أذهان العامة والخاصة .. والتعود الذي يحدث من استعمال المنومات يمكن التعامل معه بتخفيف الجرعات تدريجياً ولايقارن بمشكلاته مع إدمان المواد المحظورة عالمياً .. وتبقى المشكلة وهي محدودة بالطبع عند من يدمن على المواد المحظرة عالمياً ويستعمل إضافة لها المنومات .
وبعض المعلومات الخاطئة يرتبط باضطراب نفسي مثل " الربط " في حال اضطراب الانتصاب لدى الزوج ليلة الزفاف ، والخوف من الجماع مع تشنج المهبل لدى الزوجة ليلة الزفاف على اعتبار أنه نوع من الحسد أو السحر أو غيره ، والوسواس المرضي القهري أنه وسوسة من الشيطان وليس مرضاً نفسياً ولايحتاج إلى طبيب نفسي أو دواء .. أو ترتبط المعلومات الخاطئة بطريقة علاج محددة مثل أن العلاج الأفضل لجميع الاضطرابات النفسية هو التنويم المغناطيسي الذي يجعل المريض ينسى كل آلامه ويعرف كل أسبابها .. أو أن العلاج بالجلسات النفسية هو الحل لجميع الحالات النفسية بديلاً عن الأدوية النفسية الضارة . (للمزيد من التفاصيل راجع اختبارالأفكار الشائعة حول الطب النفسي صفحة 139- 157 في كتابي فوائد نفسية 2001 ) .
ويدل ماسبق ذكره على أن المعلومات النفسية الخاطئة واسعة الانتشار وهي تحتاج لجهود عديدة لتعديلها وللتعرف على ميدان وممارسة الطب النفسي اليوم ضمن تطوره وإمكانياته لتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية المتنوعة مما يؤدي إلى مساهمة هذا الميدان الطبي بدوره بشكل أفضل في مجتمعاتنا .
2- الخوف من نظرة المجتمع ونظرة الآخرين .. ويتمثل ذلك بالكتمان والسرية والتحفظ وتحمل المعاناة النفسية من قبل المريض نفسه أو أهله المقربين . ويرتبط ذلك بالطبع بالنظرات السلبية في المجتمع للمعاناة النفسية وأنها مرادفة " لفقدان العقل " . ويبرز ذلك بشكل أوضح في البيئات الريفية حيث يعرف الناس بعضهم بعضاً عن قرب .. وربما كان الوضع أفضل في بيئة المدينة الواسعة حيث يقل الترابط الاجتماعي . ويبدو أن المرأة تتعرض للمزيد من الضغوط في حال معاناتها النفسية لاعتبارات تتعلق بمستقبلها في الزواج ، حيث يبذل الأهل جهوداً كبيرة لإخفاء المرض أو تلفيق الأعذار لها عن معاناتها.
وينتج عن المبالغة في الخوف من نظرة المجتمع ونظرة الآخرين التأخير في عرض الحالة على الطبيب النفسي .. وبعضهم يراجع الطبيب بعد عشر سنوات على ظهور المرض .. ويؤدي ذلك إلى إزمان المرض وصعوبات علاجه ، إضافة للمعاناة والألم دون داع مقبول ، ولابد هنا من التأكيد على القاعدة الذهبية العامة في كل فروع الطب " أن العلاج المبكر هو الأفضل دائماً ".
وكثير من الأمراض أصبحت مقبولة اجتماعياً مثل السكري وارتفاع الضغط وقرحة المعدة وغيرها .. ولايشعر المصاب بها بالعيب والعار وضرورة كتمان أعراضه ومعاناته .. ويعتبر نفسه غير مدان أخلاقياً إذا كانت معدته تتقرح .. بينما إذا تعبت أعصابه وقدراته على الاحتمال وصار مكتئباً فهو مدان .. وهذا غير منطقي وغير مقبول بالطبع .. وجسد الإنسان وأعضائه وأمراضه موضوع شخصي وليس اجتماعي .. وهو يمر بأوقات صحة ومرض وهو يسعى نحو الصحة باستمرار وهذا حقه الطبيعي ولايجوز أن يرتبط ذلك بالعيب والعار .. وعلى المجتمع أن يعينه من خلال مؤسساته الصحية المتنوعة ، وعندما يعاني ويتألم ويمرض فهو يحتاج إلى العلاج الطبي المناسب ، وإلى العون والمواساة والدعاء للتخفيف من مرضه ومعاناته من قبل الأهل والأصدقاء والزملاء .
3- نقص الخدمات الطبية والتأهيلية والعيادية النفسية وعدم كفايتها .. يلعب دوراً هاماً في تردد الكثيرين في الاستفادة من هذه الخدمات أو زيارتها .. وكذلك توزع هذه الخدمات وعدم توفرها في المناطق البعيدة. وتدل التجارب التنموية الصحية في عديد من البلدان على أهمية توفير الخدمات الصحية النفسية في مختلف المناطق وعلى ضرورة وجودها جنباً إلى جانب الخدمات الطبية الأخرى ، إضافة لإنشاء أقسام الطب النفسي في كليات الطب وتطويرها وتفعيل دورها التعليمي والبحثي والعلاجي .. ضمن خطة صحية وتعليمية شاملة تؤكد أهمية الخدمات النفسية المتنوعة وضرورة توفرها وتطويرها وتحسين أدائها .
ويؤدي نقص الخدمات النفسية أو نقص كفايتها إلى ازدهار أشكال علاجية شعبية أو خرافية ضارة أو غير نافعة .. كما يؤدي ذلك إلى نقص الوعي الصحي النفسي العام وتثبت الجهل وانتشار الأوهام والأفكار السلبية المرتبطة بالأمور السلبية .
4- يلعب الإعلام بأشكاله المتعددة دوراً أساسياًً في تحسين الوعي الصحي والطبي والنفسي .. وهو يثير قضايا هامة تتعلق بأحدث المستجدات في المجال الطبي التقني .. وكثير من الموضوعات تتناول عمليات القلب وزرع الأعضاء والعلاج بالليزر وقضايا البدانة وجراحة التجميل وغيرها .. ولاتحظى القضايا النفسية بنصيبها من الإثارة والتغطية والمعلومات .. ونجد في مجتمعاتنا من لديه معلومات مقبولة في كثير من القضايا الطبية ولكن نجد جهلاً وأمية في القضايا النفسية على مختلف المستويات .
كما لاتزال الأمور النفسية تطرح بشكل سلبي في عدد من الأعمال الدرامية والتلفزيونية العربية .. على العكس من الأفلام الغربية التي يحظى فيها الطب النفسي والعلاج النفسي بتقدير مناسب وإيجابي ومفيد .
5- وأخيراً .. لابد من القول بأن الواقع العملي يدل على مراجعة أعداد كبيرة من الناس للخدمات النفسية.. وربما يعكس ذلك قلة الاختصاصيين في هذا المجال وبالتالي ازدياد الأعداد التي تراجعهم ، وأيضاً يعكس التغير النسبي في النظرات السلبية الاجتماعية للخدمات النفسية . ومن المتوقع أن هناك أعداداً كبيرة لاتحصل على العلاج المناسب، وبعضهم يعاني ويتألم مع نفسه أو ضمن أسرته دون علاج .. وبعضهم يراجع أطباء غير نفسيين ولايتم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح ومناسب .. وبعضهم يعالج نفسه أو يعالجه أهله بعلاجات عامة أو شعبية أو دينية غير كافية أو غير مناسبة .
ومن المتوقع أن صاحب المشكلة والمعاناة سيتجاوز خوفه ويبادر إلى العلاج حين يشتد عليه المرض والتعب .. وهو بذلك يتجاوز عقبات عديدة ومخاوف أصبحت لاتتناسب مع العصر الحديث ومشكلاته وتقنياته وأساليب علاجه الحديثة المتطورة .
ولابد من التأكيد على أهمية ودعم الجهود التي تهدف إلى زيادة الوعي الصحي النفسي والثقافة النفسية المفيدة .. مما ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية للفرد والمجتمع معاً .
تم النشر في 22/5/2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق