د. حسان المالح - استشاري في الطب النفسي - أستاذ في الجامعة العربية الدولية - دمشق -2322841
- الخوف الاجتماعي (الخجل)، دراسة علمية للاضطراب النفسي مظاهره أسبابه وطرق العلاج: د. حسان المالح، دار الإشراقات، دمشق، ط2 1995.
- تشخيص الرهاب الاجتماعي – موقع حياتنا النفسية 2003
تم النشر في مجلة الباحثون السورية العدد 42 كانون الأول 2010
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1083
يعتبر
الرهاب الاجتماعي من الاضطرابات النفسية الشائعة والمنتشرة في بلادنا..
وتصل نسبة انتشاره في الدراسات الغربية إلى 13% من السكان. وهناك عدد من
المصطلحات التي تصف هذا الاضطراب ومنها الخوف الاجتماعي، القلق الاجتماعي،
الخجل، الارتباك في المواقف الاجتماعية وغير ذلك.. (وليس له علاقة بالحياء
لأن الحياء هو خلق قويم يعني الابتعاد عن الفحش في القول والعمل).
وهو معروف منذ القدم.. وتروي القصص التاريخية أن شخصاً حكيماً كان يتلعثم في الكلام أمام الآخرين وصار يذهب إلى شاطئ البحر وحيداً ويمارس الخطابة بصوت عال وبعد هذا التدريب المستمر أصبح من أشهر خطباء اليونان.
وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام " رب اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي " سورة طه.
وفي الأمثال العربية: " لكل داخل دهشة " أي عندما يدخل الإنسان على مجموعة من الأشخاص تحدث له دهشة وارتباك، " إذا خفتَ لاتقل، وإذا قلتَ لاتخف " وفي ذلك حضٌّ على الشجاعة والسيطرة على الخوف.
والحقيقة، " قليل من الخوف لابأس فيه " لأنه يساعد الإنسان على الاستعداد المناسب عند لقاء الآخرين.. والمشكلة تكمن في زيادة الخوف وتعطيله للشخص.
والخوف من الغرباء يبدأ مع الطفل منذ الشهر السادس من العمر.. وذلك أمر فطري وغريزي ويتعلم الطفل مع نموه كيف يفهم الآخرين ونواياهم وكيف يقرؤهم بشكل صحيح فهو يطمئن لهذا وينزعج من ذاك أو يخاف منه.. ومما لاشك فيه أن التجارب السلبية التي يعيشها الإنسان من خلال تفاعله مع الآخرين يمكن لها أن تزيد من الخوف منهم، إضافة إلى الحساسية المفرطة في تكوينه والتي تساهم في تكوينه لنظرات سلبية عن نفسه وعن الآخرين.
أعراض الرهاب الاجتماعي:
ويمكن تبسيطها بالشكل التالي:
أعراض القلق الجسمية والنفسية + مخاوف من تقييم الآخرين السلبي للشخص أو لسلوكه + تجنب المواقف = الرهاب الاجتماعي
وأما أعراض القلق الجسمية والنفسية فهي مثلاً: ازدياد دقات القلب، ازدياد سرعة التنفس وسطحيته، التعرق، الرجفة في اليدين أو الرجلين أو الجسم كله، احمرار الوجه (أو اصفراره في حال البشرة السمراء)، جفاف الحلق، الدوخة، نقص التركيز، النسيان.. وغير ذلك.
وأما المخاوف فهي من التقييم السلبي للآخرين للشخص وقدراته وشكله أو لسلوكه وأدائه وأعراض القلق التي تبدو عليه. وبالنسبة لتجنب المواقف الاجتماعية المخيفة فإن الشخص يحاول التهرب من حضور حفلة أو اجتماع بمختلف الأعذار، أو إنه يذهب إلى الموقف بصعوبة كبيرة وتوتر وهو ينتهز الفرصة للانسحاب من الموقف بالسرعة الممكنة.
ويتم تشخيص هذا الاضطراب عند شخص معين في حال:
- وجود الخوف المستمر لديه من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية التي يمكن له أن يتعرض إلى احتمال تفحص الآخرين له وهو يخاف أن يظهر أو يتصرف بطريقة يمكن أن تؤدي إلى إهانته أو التقليل من شأنه.
- التعرض للموقف المثير للخوف يحدث رد فعل فوري يتميز بالقلق والخوف.
- يحدث تجنب للموقف المخيف أو يتم احتماله بقلق وتوتر شديدين.
- التجنب والسلوك الهروبي واستباق الخوف من الموقف يتدخل سلبياً في الأداء المهني للشخص أو نشاطه الاجتماعي أو إنه يسبب له انزعاجاً شديداً.
- في حالات الأشخاص تحت سن 18 عاماً يجب أن يستمر الخوف لمدة ستة أشهر على الأقل.
- يشخص الاضطراب على أنه متعمم إذا كان يشمل معظم المواقف الاجتماعية ويمكن هنا إضافة تشخيص الشخصية الاجتنابية القلقة إلى التشخيص، ويشخص على أنه جزئي أو محدد إذا كان الخوف من موقف معين فقط.
أمثلة المواقف الاجتماعية:
- التمثيل أو أداء عمل أو إلقاء كلمة أمام جمهور.
- التحدث بصوت مسموع أثناء الاجتماع والمناقشة والأسئلة.
- الذهاب إلى الحفلات.
- إقامة الحفلات ودعوة الآخرين.
- التحدث مع مسؤول أو مدير.
- إعادة بضاعة اشتريتها إلى المحل.
- الطعام والشراب في أماكن عامة.
- استعمال المراحيض العامة.
- الحديث مع الجنس الآخر.
- الحديث على الهاتف أمام الآخرين.
- الصلاة الجهرية وغير ذلك..
انتشار الرهاب الاجتماعي:
تدل الإحصائيات القديمة على أن الرهاب الاجتماعي كان يشكل نسبة 8% من المرضى في مشفى مودزلي للطب النفسي في لندن عام 1970، بينما كان الخوف المتعدد من أماكن السوق Agoraphobia يشكل 38% في ذلك الوقت.
وفي عام 1985 نشر الطبيب النفسي الأمريكي ليبوفيتس مراجعة شاملة لهذا الاضطراب واعتبر أنه اضطراب تم إهماله وعدم التركيز عليه من حيث الأبحاث والعلاج وأنه واسع الانتشار ومعطل للشخص المصاب به. ومنذ ذلك الوقت تزايد الاهتمام بهذا الاضطراب وازداد التنبه له وتشخيصه بشكل أوسع من قبل. وتدل الإحصائيات على أن انتشاره بين السكان في العالم الغربي بين 2-12% وفقاً لمختلف الإحصائيات والعينات المدروسة.
وهو يشكل نسبة 13% من مرضى العيادات النفسية في بلادنا وفقاً لبعض الإحصائيات.. وربما يكون هذا الاضطراب أكثر انتشاراً في البلدان النامية لأسباب عديدة.. ومنها أن أهمية الفرد وآرائه وفرص التعبير عن ذاته أقل بروزاً واحتراماً بالمقارنة مع العالم الغربي.
وهذا الاضطراب يحتاج للمزيد من الدراسات والأبحاث للتعرف على انتشاره وتفاصيله في بلادنا، مما يمكن أن يساهم في تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.
مضاعفاته:
- الاكتئاب حوالي50% من المصابين بالرهاب الاجتماعي يمكن لهم أن يعانوا من حالات إكتئابية مرافقة.
- الإدمانات حوالي30% من المصابين بالرهاب الاجتماعي يمكن لهم أن يدمنوا على استعمال بعض المواد الإدمانية والكحول لأنهم يحاولون أن يعالجوا خوفهم وقلقهم ونقص ثقتهم بأنفسهم بواسطة المواد الإدمانية.
- التدهور المهني وعدم الترقية في العمل بسبب ضعف مشاركتهم الاجتماعية.
- التدهور الاجتماعي والانسحاب الاجتماعي وقلة الأصدقاء والمعارف والوحدة، وأيضاً العزوف عن الزواج أو تأخيره بسبب الخوف من مناسبات الزواج والزيارات المتبادلة وغير ذلك.. ويقول المثل الشعبي " يلي يستحي مابيتزوج ".
الأسباب:
إن فهم معظم الاضطرابات النفسية يتم ضمن إطار النظرية العضوية النفسية الاجتماعية( Bio-Pscho-Social) وهي تنظر للإنسان بشكل شمولي ضمن تكوينه العضوي الوراثي والكيميائي وتركيبته النفسية وعقده وظروفه تربيته ونشأته والأحداث التي أثرت به إضافة لظروف معيشته وأحواله الاجتماعية.
وبالنسبة للرهاب الاجتماعي وجدت إحدى الدراسات أن التوائم الحقيقية وحيدة البيضة يزداد لديها هذا الاضطراب مقارنة مع التوائم ثنائية البيضة مما يمكن أن يدل على وجود عوامل وراثية كيميائية تساهم في ظهور هذا الاضطراب، بينما دلت دراسات أخرى على وراثة الاستعداد للقلق والذي ينتقل من جيل إلى جيل على شكل حساسية فائقة مبالغ فيها لإشارات القلق. ولم تؤيد ذلك دراسات أخرى. وقد طرحت إحدى النظريات أن الجهاز العصبي الذاتي لدى هؤلاء المرضى لديه إثارة غير اعتيادية طويلة الأمد أو شديدة بعد التعرض لموقف مخيف وأن هذا التكوين العصبي الكيميائي ربما يكون الأساس الفيزيولوجي لهذا الاضطراب. وأيضاً وجدت الدراسات ترافق هذا الاضطراب مع انسدال الدسام التاجي في القلب بنسبة حوالي 25% من الحالات مما يعني أن ازدياد ضربات القلب الحميد الناتج عن انسدال الدسام التاجي يمكن له بآليات التعلم أو غيرها أن يؤدي إلى الرهاب الاجتماعي. وهناك ملاحظات ونظريات أخرى تؤكد على أهمية التنفس السطحي المزمن في إحداث القلق والخوف أومشكلات أنفية تؤدي إلى انسداد الأنف جزئياً وإلى زيادة القلق والخوف.
ومن النواحي النفسية يجري التأكيد على أهمية العقد المرتبطة بتحقيق الذات والذنب المرافق والتي تجد أصولها في علاقة الطفل بوالديه وصراعاته الذاتية الداخلية في تمثلهما، وأيضاً إسقاط الضمير القاسي الذي يحمله الشخص على الآخرين وأنهم ينتقدونه ويقللون من شأنه، إضافة لموضوع التمرد وازدياد الشعور بالفردية والقلق الداخلي المرافق، كما أن صعوبات التعامل مع المشاعر العدوانية والغضب والنقد نجدها شائعة عند من يعاني من الرهاب الاجتماعي، وأيضاً نجد تصورات وأفكار سلبية عن الذات وعن الآخرين يمكن لها أن تغذي مشاعر الخوف المرضي من المواقف الاجتماعية. وتؤكد النظريات السلوكية على حدوث تعلم شرطي وارتباط سلبي بين تحقيق الفرد لشخصيته ووجوده مع الآخرين وأن هذا التعلم حدث خلال مراحل الحياة المختلفة وهو يؤدي إلى حساسية مرضية وقلق وخوف من المواقف الاجتماعية المشابهة لمواقف قديمة عانى منها الفرد. وتؤكد النظريات النمائية على أهمية المهارات الاجتماعية وضعفها في حالات الرهاب الاجتماعي.
ويمكن للبيئة الأسرية أن تساهم في تشكيل مشاعر النقص والعدوانية عند الفرد من خلال مشكلات الأسرة وصعوباتها، وتلعب الحماية الزائدة للطفل من قبل أهله دوراً أساسياً في نقص مهاراته الاجتماعية ومهارات التحكم بالذات والقلق والتعامل الناجح مع الإحباط، ومما لاشك فيه أن إطلاق النعوت السلبية على الأطفال والمراهقين يمكن لها أن تسبب نقصاً في تقدير الذات ومشاعر النقص المتنوعة، كما أن الأوامر والنواهي الكثيرة وقواعد السلوك الصارمة الجامدة تسبب قلقاً وصعوبات في فهمها والتقيد بها، وغير ذلك من أمور تربوية وأسرية.
وفي الجانب الاجتماعي يؤدي نقص فرص التعبير عن الذات ونقص التشجيع وازدياد التنافس والعدوانية إلى المساهمة في نشوء الرهاب الاجتماعي..
ويمكنننا القول: أن كل مايساهم في تكوين صورة سلبية عن الذات وعدم وجود فرص التعبير المناسبة والتشجيع، يمكن أن يساهم في نشوء الرهاب الاجتماعي أو استمراره..
التشخيص التفريقي:
يتطلب تشخيص الرهاب الاجتماعي تفريقه عن عدد من الاضطرابات مثل:
- الخوف المتعدد من أماكن السوق (رهاب الساح أو السوق): وهو يعني الخوف من الخروج من البيت إلى الأسواق والمسارح والمطاعم وركوب الحافلات وغيرها من الأماكن المزدحمة.. والخوف في هذه الحالات من أن المريض لايستطيع الهروب والانسحاب إذا أصابته أعراض القلق أو الهلع بسبب الازدحام، أو إنه لايستطيع أن يجد العون المطلوب. وهذه المخاوف تنتشر أكثر عند النساء في الحالات العيادية، وتكون درجة الانبساطية والانفتاح على الآخرين عادية بينما تكون منخفضة في حالات الرهاب الاجتماعي، كما أن اختبار اللاكتيت (Lactate) وهو حقن مادة خاصة للمريض يمكن لها أن تسبب ظهور نوبة هلع عند المصابين بالخوف المتعدد من السوق عند نسبة عالية من المرضى، ولايحدث ذلك في حالات الرهاب الاجتماعي إلا بنسبة قليلة.
ويمكن للاضطرابين أن يترافقا معاً في نفس الشخص وعادة ما تكون الأسبقية للخوف المتعدد من السوق على الرهاب الاجتماعي.
- الهلع ونوبات القلق الحاد: وتفريقه عن الرهاب الاجتماعي أن الهلع يمكن أن يحدث للشخص وهو وحيد وبعيد عن الآخرين بينما لايحدث ذلك في حالات الرهاب الاجتماعي.
- اضطرابات النطق (الـتأتأة)، الرجفة الأساسية العائلية: وهذه الاضطرابات يمكن أن ينتج عنها رهاب اجتماعي ثانوي وهي اضطرابات مستقلة بذاتها.
- الشخصية الفصامية: في هذه الحالات يبدو الشخص منطو ومنعزل ولكنه راض عن نفسه ولا يريد الاختلاط بالآخرين أصلاً.
وهو معروف منذ القدم.. وتروي القصص التاريخية أن شخصاً حكيماً كان يتلعثم في الكلام أمام الآخرين وصار يذهب إلى شاطئ البحر وحيداً ويمارس الخطابة بصوت عال وبعد هذا التدريب المستمر أصبح من أشهر خطباء اليونان.
وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام " رب اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي " سورة طه.
وفي الأمثال العربية: " لكل داخل دهشة " أي عندما يدخل الإنسان على مجموعة من الأشخاص تحدث له دهشة وارتباك، " إذا خفتَ لاتقل، وإذا قلتَ لاتخف " وفي ذلك حضٌّ على الشجاعة والسيطرة على الخوف.
والحقيقة، " قليل من الخوف لابأس فيه " لأنه يساعد الإنسان على الاستعداد المناسب عند لقاء الآخرين.. والمشكلة تكمن في زيادة الخوف وتعطيله للشخص.
والخوف من الغرباء يبدأ مع الطفل منذ الشهر السادس من العمر.. وذلك أمر فطري وغريزي ويتعلم الطفل مع نموه كيف يفهم الآخرين ونواياهم وكيف يقرؤهم بشكل صحيح فهو يطمئن لهذا وينزعج من ذاك أو يخاف منه.. ومما لاشك فيه أن التجارب السلبية التي يعيشها الإنسان من خلال تفاعله مع الآخرين يمكن لها أن تزيد من الخوف منهم، إضافة إلى الحساسية المفرطة في تكوينه والتي تساهم في تكوينه لنظرات سلبية عن نفسه وعن الآخرين.
أعراض الرهاب الاجتماعي:
ويمكن تبسيطها بالشكل التالي:
أعراض القلق الجسمية والنفسية + مخاوف من تقييم الآخرين السلبي للشخص أو لسلوكه + تجنب المواقف = الرهاب الاجتماعي
وأما أعراض القلق الجسمية والنفسية فهي مثلاً: ازدياد دقات القلب، ازدياد سرعة التنفس وسطحيته، التعرق، الرجفة في اليدين أو الرجلين أو الجسم كله، احمرار الوجه (أو اصفراره في حال البشرة السمراء)، جفاف الحلق، الدوخة، نقص التركيز، النسيان.. وغير ذلك.
وأما المخاوف فهي من التقييم السلبي للآخرين للشخص وقدراته وشكله أو لسلوكه وأدائه وأعراض القلق التي تبدو عليه. وبالنسبة لتجنب المواقف الاجتماعية المخيفة فإن الشخص يحاول التهرب من حضور حفلة أو اجتماع بمختلف الأعذار، أو إنه يذهب إلى الموقف بصعوبة كبيرة وتوتر وهو ينتهز الفرصة للانسحاب من الموقف بالسرعة الممكنة.
ويتم تشخيص هذا الاضطراب عند شخص معين في حال:
- وجود الخوف المستمر لديه من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية التي يمكن له أن يتعرض إلى احتمال تفحص الآخرين له وهو يخاف أن يظهر أو يتصرف بطريقة يمكن أن تؤدي إلى إهانته أو التقليل من شأنه.
- التعرض للموقف المثير للخوف يحدث رد فعل فوري يتميز بالقلق والخوف.
- يحدث تجنب للموقف المخيف أو يتم احتماله بقلق وتوتر شديدين.
- التجنب والسلوك الهروبي واستباق الخوف من الموقف يتدخل سلبياً في الأداء المهني للشخص أو نشاطه الاجتماعي أو إنه يسبب له انزعاجاً شديداً.
- في حالات الأشخاص تحت سن 18 عاماً يجب أن يستمر الخوف لمدة ستة أشهر على الأقل.
- يشخص الاضطراب على أنه متعمم إذا كان يشمل معظم المواقف الاجتماعية ويمكن هنا إضافة تشخيص الشخصية الاجتنابية القلقة إلى التشخيص، ويشخص على أنه جزئي أو محدد إذا كان الخوف من موقف معين فقط.
أمثلة المواقف الاجتماعية:
- التمثيل أو أداء عمل أو إلقاء كلمة أمام جمهور.
- التحدث بصوت مسموع أثناء الاجتماع والمناقشة والأسئلة.
- الذهاب إلى الحفلات.
- إقامة الحفلات ودعوة الآخرين.
- التحدث مع مسؤول أو مدير.
- إعادة بضاعة اشتريتها إلى المحل.
- الطعام والشراب في أماكن عامة.
- استعمال المراحيض العامة.
- الحديث مع الجنس الآخر.
- الحديث على الهاتف أمام الآخرين.
- الصلاة الجهرية وغير ذلك..
انتشار الرهاب الاجتماعي:
تدل الإحصائيات القديمة على أن الرهاب الاجتماعي كان يشكل نسبة 8% من المرضى في مشفى مودزلي للطب النفسي في لندن عام 1970، بينما كان الخوف المتعدد من أماكن السوق Agoraphobia يشكل 38% في ذلك الوقت.
وفي عام 1985 نشر الطبيب النفسي الأمريكي ليبوفيتس مراجعة شاملة لهذا الاضطراب واعتبر أنه اضطراب تم إهماله وعدم التركيز عليه من حيث الأبحاث والعلاج وأنه واسع الانتشار ومعطل للشخص المصاب به. ومنذ ذلك الوقت تزايد الاهتمام بهذا الاضطراب وازداد التنبه له وتشخيصه بشكل أوسع من قبل. وتدل الإحصائيات على أن انتشاره بين السكان في العالم الغربي بين 2-12% وفقاً لمختلف الإحصائيات والعينات المدروسة.
وهو يشكل نسبة 13% من مرضى العيادات النفسية في بلادنا وفقاً لبعض الإحصائيات.. وربما يكون هذا الاضطراب أكثر انتشاراً في البلدان النامية لأسباب عديدة.. ومنها أن أهمية الفرد وآرائه وفرص التعبير عن ذاته أقل بروزاً واحتراماً بالمقارنة مع العالم الغربي.
وهذا الاضطراب يحتاج للمزيد من الدراسات والأبحاث للتعرف على انتشاره وتفاصيله في بلادنا، مما يمكن أن يساهم في تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.
مضاعفاته:
- الاكتئاب حوالي50% من المصابين بالرهاب الاجتماعي يمكن لهم أن يعانوا من حالات إكتئابية مرافقة.
- الإدمانات حوالي30% من المصابين بالرهاب الاجتماعي يمكن لهم أن يدمنوا على استعمال بعض المواد الإدمانية والكحول لأنهم يحاولون أن يعالجوا خوفهم وقلقهم ونقص ثقتهم بأنفسهم بواسطة المواد الإدمانية.
- التدهور المهني وعدم الترقية في العمل بسبب ضعف مشاركتهم الاجتماعية.
- التدهور الاجتماعي والانسحاب الاجتماعي وقلة الأصدقاء والمعارف والوحدة، وأيضاً العزوف عن الزواج أو تأخيره بسبب الخوف من مناسبات الزواج والزيارات المتبادلة وغير ذلك.. ويقول المثل الشعبي " يلي يستحي مابيتزوج ".
الأسباب:
إن فهم معظم الاضطرابات النفسية يتم ضمن إطار النظرية العضوية النفسية الاجتماعية( Bio-Pscho-Social) وهي تنظر للإنسان بشكل شمولي ضمن تكوينه العضوي الوراثي والكيميائي وتركيبته النفسية وعقده وظروفه تربيته ونشأته والأحداث التي أثرت به إضافة لظروف معيشته وأحواله الاجتماعية.
وبالنسبة للرهاب الاجتماعي وجدت إحدى الدراسات أن التوائم الحقيقية وحيدة البيضة يزداد لديها هذا الاضطراب مقارنة مع التوائم ثنائية البيضة مما يمكن أن يدل على وجود عوامل وراثية كيميائية تساهم في ظهور هذا الاضطراب، بينما دلت دراسات أخرى على وراثة الاستعداد للقلق والذي ينتقل من جيل إلى جيل على شكل حساسية فائقة مبالغ فيها لإشارات القلق. ولم تؤيد ذلك دراسات أخرى. وقد طرحت إحدى النظريات أن الجهاز العصبي الذاتي لدى هؤلاء المرضى لديه إثارة غير اعتيادية طويلة الأمد أو شديدة بعد التعرض لموقف مخيف وأن هذا التكوين العصبي الكيميائي ربما يكون الأساس الفيزيولوجي لهذا الاضطراب. وأيضاً وجدت الدراسات ترافق هذا الاضطراب مع انسدال الدسام التاجي في القلب بنسبة حوالي 25% من الحالات مما يعني أن ازدياد ضربات القلب الحميد الناتج عن انسدال الدسام التاجي يمكن له بآليات التعلم أو غيرها أن يؤدي إلى الرهاب الاجتماعي. وهناك ملاحظات ونظريات أخرى تؤكد على أهمية التنفس السطحي المزمن في إحداث القلق والخوف أومشكلات أنفية تؤدي إلى انسداد الأنف جزئياً وإلى زيادة القلق والخوف.
ومن النواحي النفسية يجري التأكيد على أهمية العقد المرتبطة بتحقيق الذات والذنب المرافق والتي تجد أصولها في علاقة الطفل بوالديه وصراعاته الذاتية الداخلية في تمثلهما، وأيضاً إسقاط الضمير القاسي الذي يحمله الشخص على الآخرين وأنهم ينتقدونه ويقللون من شأنه، إضافة لموضوع التمرد وازدياد الشعور بالفردية والقلق الداخلي المرافق، كما أن صعوبات التعامل مع المشاعر العدوانية والغضب والنقد نجدها شائعة عند من يعاني من الرهاب الاجتماعي، وأيضاً نجد تصورات وأفكار سلبية عن الذات وعن الآخرين يمكن لها أن تغذي مشاعر الخوف المرضي من المواقف الاجتماعية. وتؤكد النظريات السلوكية على حدوث تعلم شرطي وارتباط سلبي بين تحقيق الفرد لشخصيته ووجوده مع الآخرين وأن هذا التعلم حدث خلال مراحل الحياة المختلفة وهو يؤدي إلى حساسية مرضية وقلق وخوف من المواقف الاجتماعية المشابهة لمواقف قديمة عانى منها الفرد. وتؤكد النظريات النمائية على أهمية المهارات الاجتماعية وضعفها في حالات الرهاب الاجتماعي.
ويمكن للبيئة الأسرية أن تساهم في تشكيل مشاعر النقص والعدوانية عند الفرد من خلال مشكلات الأسرة وصعوباتها، وتلعب الحماية الزائدة للطفل من قبل أهله دوراً أساسياً في نقص مهاراته الاجتماعية ومهارات التحكم بالذات والقلق والتعامل الناجح مع الإحباط، ومما لاشك فيه أن إطلاق النعوت السلبية على الأطفال والمراهقين يمكن لها أن تسبب نقصاً في تقدير الذات ومشاعر النقص المتنوعة، كما أن الأوامر والنواهي الكثيرة وقواعد السلوك الصارمة الجامدة تسبب قلقاً وصعوبات في فهمها والتقيد بها، وغير ذلك من أمور تربوية وأسرية.
وفي الجانب الاجتماعي يؤدي نقص فرص التعبير عن الذات ونقص التشجيع وازدياد التنافس والعدوانية إلى المساهمة في نشوء الرهاب الاجتماعي..
ويمكنننا القول: أن كل مايساهم في تكوين صورة سلبية عن الذات وعدم وجود فرص التعبير المناسبة والتشجيع، يمكن أن يساهم في نشوء الرهاب الاجتماعي أو استمراره..
التشخيص التفريقي:
يتطلب تشخيص الرهاب الاجتماعي تفريقه عن عدد من الاضطرابات مثل:
- الخوف المتعدد من أماكن السوق (رهاب الساح أو السوق): وهو يعني الخوف من الخروج من البيت إلى الأسواق والمسارح والمطاعم وركوب الحافلات وغيرها من الأماكن المزدحمة.. والخوف في هذه الحالات من أن المريض لايستطيع الهروب والانسحاب إذا أصابته أعراض القلق أو الهلع بسبب الازدحام، أو إنه لايستطيع أن يجد العون المطلوب. وهذه المخاوف تنتشر أكثر عند النساء في الحالات العيادية، وتكون درجة الانبساطية والانفتاح على الآخرين عادية بينما تكون منخفضة في حالات الرهاب الاجتماعي، كما أن اختبار اللاكتيت (Lactate) وهو حقن مادة خاصة للمريض يمكن لها أن تسبب ظهور نوبة هلع عند المصابين بالخوف المتعدد من السوق عند نسبة عالية من المرضى، ولايحدث ذلك في حالات الرهاب الاجتماعي إلا بنسبة قليلة.
ويمكن للاضطرابين أن يترافقا معاً في نفس الشخص وعادة ما تكون الأسبقية للخوف المتعدد من السوق على الرهاب الاجتماعي.
- الهلع ونوبات القلق الحاد: وتفريقه عن الرهاب الاجتماعي أن الهلع يمكن أن يحدث للشخص وهو وحيد وبعيد عن الآخرين بينما لايحدث ذلك في حالات الرهاب الاجتماعي.
- اضطرابات النطق (الـتأتأة)، الرجفة الأساسية العائلية: وهذه الاضطرابات يمكن أن ينتج عنها رهاب اجتماعي ثانوي وهي اضطرابات مستقلة بذاتها.
- الشخصية الفصامية: في هذه الحالات يبدو الشخص منطو ومنعزل ولكنه راض عن نفسه ولا يريد الاختلاط بالآخرين أصلاً.
العلاج:
* العلاج الدوائي: - مضادات السيروتينين الحديثة SSRIS: وهي العلاج الأساسي للرهاب الاجتماعي ومنها باروكسيتين Seroxat، فلوكستين Prozac، إيسيتالوبرام Cipralex، سيرترالين Zoloft وغيرها.. وهي تعطى بجرعات خفيفة أولاً ثم ترفع الجرعة وفقاً للطبيب المعالج.
- المهدئات من زمرة بنزوديازيبام Rivotril,Lexotanil: ويمكن إعطاؤها قبل المواقف المزعجة بساعة أو إنها تستعمل لفترات قصيرة يومياً (أسابيع) ثم عند اللزوم قبل المواقف.
- صادات بيتا Inderal: وهي تفيد في تخفيف الرجفة وضربات القلب وتستعمل قبل المواقف المزعجة بنصف ساعة إلى ساعة، ولاتعطى في حالات الربو الصدري أو اضطرابات نظم القلب (الحصار القلبي).
- أدوية أخرى...
* العلاج السلوكي والمعرفي وتنمية المهارات الاجتماعية: مثل المواجهة التدريجية للمواقف، التدريب على الاسترخاء والتحكم بالتنفس، تمثيل الدور، الإيحاء الذاتي، تعديل أفكار المريض عن نفسه والآخرين، تثقيف اللسان، ملاحظة الآخرين والتعلم منهم.
* العلاج التحليلي: والتبصر الذاتي بالصراعات المرتبطة بالذنب والتنافس والنقص والاعتمادية.
* العلاج الانتقائي أو التكاملي: وهو يعتمد على عدة محاور مما سبق ذكره تطبق بشكل انتقائي وفقاً لحالة المريض وظروفه.
*تمثيل الدور أسلوب ناجح ومفيد في مواجهة الخوف.
* العلاج الدوائي: - مضادات السيروتينين الحديثة SSRIS: وهي العلاج الأساسي للرهاب الاجتماعي ومنها باروكسيتين Seroxat، فلوكستين Prozac، إيسيتالوبرام Cipralex، سيرترالين Zoloft وغيرها.. وهي تعطى بجرعات خفيفة أولاً ثم ترفع الجرعة وفقاً للطبيب المعالج.
- المهدئات من زمرة بنزوديازيبام Rivotril,Lexotanil: ويمكن إعطاؤها قبل المواقف المزعجة بساعة أو إنها تستعمل لفترات قصيرة يومياً (أسابيع) ثم عند اللزوم قبل المواقف.
- صادات بيتا Inderal: وهي تفيد في تخفيف الرجفة وضربات القلب وتستعمل قبل المواقف المزعجة بنصف ساعة إلى ساعة، ولاتعطى في حالات الربو الصدري أو اضطرابات نظم القلب (الحصار القلبي).
- أدوية أخرى...
* العلاج السلوكي والمعرفي وتنمية المهارات الاجتماعية: مثل المواجهة التدريجية للمواقف، التدريب على الاسترخاء والتحكم بالتنفس، تمثيل الدور، الإيحاء الذاتي، تعديل أفكار المريض عن نفسه والآخرين، تثقيف اللسان، ملاحظة الآخرين والتعلم منهم.
* العلاج التحليلي: والتبصر الذاتي بالصراعات المرتبطة بالذنب والتنافس والنقص والاعتمادية.
* العلاج الانتقائي أو التكاملي: وهو يعتمد على عدة محاور مما سبق ذكره تطبق بشكل انتقائي وفقاً لحالة المريض وظروفه.
*تمثيل الدور أسلوب ناجح ومفيد في مواجهة الخوف.
قائمة الرهاب الاجتماعي: (For Screening)
يمكنك الإجابة عن الأسئلة التالية السبعة عشرة.. وفقاً للمفتاح التالي:
لا أبدأ =0 قليلاً=1 نوعاً ما= 2 كثيراً = 3 غالباً= 4
1- أخاف من الأشخاص في مراكز السلطة.
2- أنزعج من احمرار وجهي أمام الآخرين.
3- تخيفني الحفلات والمناسبات الاجتماعية.
4- أتجنب الحديث إلى أشخاص غرباء لا أعرفهم.
5- النقد يخيفني جداً.
6- الخوف من الارتباك والإحراج يجعلني أتجنب القيام بأشياء أو التحدث مع الآخرين.
7- التعرق أمام الآخرين يسبب لي توتراً وانزعاجاً.
8- أتجنب الذهاب إلى الحفلات.
9- أتجنب النشاطات التي أكون فيها محط الانتباه.
10- يخيفني الحديث مع الغرباء.
11- أتجنب إلقاء كلمة.
12- أفعل أي شيء كي أتجنب الانتقاد.
13- يزعجني ازدياد ضربات قلبي عندما أكون بين الناس.
14- أخاف من القيام بأعمال معينة إذا كان الناس ينظرون إلي.
15- من أشد مخاوفي أن أكون محرجاً مرتبكاً أو أن أبدو غبياً.
16- أتجنب الحديث إلى أي شخص له سلطة.
17- تزعجني الرجفة أو الرعشة أمام الآخرين.
النتيجة: الحصول على 19 نقطة يدل على وجود الحالة المرضية ويفضل عندها مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص عيادياً أو استبعاد ذلك.
المراجع:يمكنك الإجابة عن الأسئلة التالية السبعة عشرة.. وفقاً للمفتاح التالي:
لا أبدأ =0 قليلاً=1 نوعاً ما= 2 كثيراً = 3 غالباً= 4
1- أخاف من الأشخاص في مراكز السلطة.
2- أنزعج من احمرار وجهي أمام الآخرين.
3- تخيفني الحفلات والمناسبات الاجتماعية.
4- أتجنب الحديث إلى أشخاص غرباء لا أعرفهم.
5- النقد يخيفني جداً.
6- الخوف من الارتباك والإحراج يجعلني أتجنب القيام بأشياء أو التحدث مع الآخرين.
7- التعرق أمام الآخرين يسبب لي توتراً وانزعاجاً.
8- أتجنب الذهاب إلى الحفلات.
9- أتجنب النشاطات التي أكون فيها محط الانتباه.
10- يخيفني الحديث مع الغرباء.
11- أتجنب إلقاء كلمة.
12- أفعل أي شيء كي أتجنب الانتقاد.
13- يزعجني ازدياد ضربات قلبي عندما أكون بين الناس.
14- أخاف من القيام بأعمال معينة إذا كان الناس ينظرون إلي.
15- من أشد مخاوفي أن أكون محرجاً مرتبكاً أو أن أبدو غبياً.
16- أتجنب الحديث إلى أي شخص له سلطة.
17- تزعجني الرجفة أو الرعشة أمام الآخرين.
النتيجة: الحصول على 19 نقطة يدل على وجود الحالة المرضية ويفضل عندها مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص عيادياً أو استبعاد ذلك.
- الخوف الاجتماعي (الخجل)، دراسة علمية للاضطراب النفسي مظاهره أسبابه وطرق العلاج: د. حسان المالح، دار الإشراقات، دمشق، ط2 1995.
- تشخيص الرهاب الاجتماعي – موقع حياتنا النفسية 2003
تم النشر في مجلة الباحثون السورية العدد 42 كانون الأول 2010
http://albahethon.com/?page=show_det&id=1083
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق